مُحَمَّد المحدّث النسابة رَحل إِلَى الْمشرق فَأدى الْفَرِيضَة وَكتب الحَدِيث عَنْ أبي عِمْرَانَ بْن أبي تليد وَأبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَغَيرهمَا وَكَانَ فَاضلا خيارًا تُوُفّي قَبْلَ أَخِيه فِيمَا أَحسب وَاسْتشْهدَ أَخُوهُ فِي تغلب الرّوم عَلَى المرية صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة الموفي عشْرين لجمادى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَلم يُورد ذَلِكَ ابْن بشكوال عَلَى وَجهه
١٤٩ - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خَاطب من أَهْلَ باجة بغرب الأندلس يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ الْعَرَبيَّة والآداب عَنْ أبي حَفْص عُمَر بْن خطاب الماردي وَأبي بَكْر عَاصِم بْن أَيُّوب البطليوسي وَأبي عَبْد الْملك مَرْوَان بن الجعديله وَأبي عَبْد اللَّه بْن أبي الْعَافِيَة وَأبي الْحَسَن بْن أَفْلح الْمَعْرُوف بالقلَّبق وَقَرَأَ عَلَيْهِ برنامجه بإشبيلية وَحمل عَنْهُ تأليفه المفتح فِي النحور وَعلم بِبَلَدِهِ الْعَرَبيَّة واللغات حَيَاته كلهَا وَكَانَ متحققًا بهَا نَافِذا فِيهَا مَعَ الصّلاح والزهد وروى الحَدِيث عَنْ أبي عُمَر مَيْمُون بْن ياسين اللمتوني وَغَيره وَأخذ عَنْهُ أَبُو حَفْص عُمَر بْن عُدْيس الْقُضَاعِي وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن مَالك الميرتلي وَأَبُو الْحُسَيْن عقيل بْن العَقْل الْخَولَانِيّ وَغَيرهم وقرأت بَعْض خَبره بِخَطِّهِ وَحكى ابْن خَير أَنَّهُ لقِيه بباجة فِي سنة ستٍّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَحضر مَجْلِسه واستجازه فَأجَاز لَهُ مَا يحملهُ عَنِ ابْن أبي الْعَافِيَة وَغَيره من شُيُوخه قَالَ وتُوُفيّ لَيْلَة الْأَرْبَعَاء قَرِيبا من نصف جُمَادَى الْأَخِيرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وسنه نَحْو الثَّمَانِينَ
١٥٠ - أَحْمَد بْن الحُصَيْن بْن عَبْد الْملك بْن إِسْحَاق بْن عَطَّاف الْعقيلِيّ القَاضِي من أَهْلَ جيان وَمن وُلِدَ الحُصَيْن بْن الدجَّنَ أحد القائمين بِأَمْر عَبْد الرَّحْمَن بْن مُعَاوِيَة وبابن الدَّجَن كَانَ يعرف ابْتَدَأَ بِطَلَب الْعلم وَهُوَ ابْن ثَلَاث عشرَة سنة ورحل إِلَى قرطبة فَسمع بهَا من أبي مُحَمَّد بْن عَتَّاب صَحِيح الْبُخَارِيّ فِي سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَسمع بهَا أَيْضا من غَيره وَأخذ عَنْ أبي الْأَصْبَغ بْن سهل كِتَابه فِي نَوَادِر الْأَحْكَام مناولة وَلَقي بإشبيلية أَبَا الْقَاسِم الْهَوْزَنِي فَسمع مِنْهُ فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة وفيهَا توفّي أَبُو الْقَاسِم هَذَا وَسكن غرناطة وَأفْتى بهَا ثمَّ انْتقل إِلَى قرطبة فَكَانَ بهَا فِي عداد الْمُفْتِينَ إِلَى وَقت الْفِتْنَة الكائنة بالغرب سَمِعَ مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه وَغَيره وتُوُفيّ
1 / 50