تكميل النفع بما لم يثبت به وقف ولا رفع
تكميل النفع بما لم يثبت به وقف ولا رفع
ناشر
مكتب التوعية الإسلامية
شماره نسخه
الأولى ١٤١٠ هـ
سال انتشار
١٩٨٩ م
ژانرها
الحديث السابع عشر:
«حسنات الأبرار سيئات المقربين» باطل لا أصل له. قاله الشيخ الألباني أمتعنا الله بعمره في «الضعيفة» (١٠٠) .
قال: «وقد أورده الغزالي في «الإحياء» (٤/٤٤) بلفظ: «قال القائل الصادق: حسنات الأبرار ...» قال السبكي (٤/١٤٥-١٧١): «ينظر إن كان حديثًا، فإن المصنف قال: قال القائل الصادق، فينظر من أراد» . قلت: الظاهر أن الغزالي لم يذكره حديثًا، ولذلك لم يخرجه الحافظ العراقي في «تخريج أحاديث الإحياء» وإنما أسار الغزالي إلى أنه من قول أبي سعيد الخراز الصوفي، وقد أخرجه عنه ابن الجوزي في «صفوة الصفوة» (٢/١٣٠/١) وكذا ابن عساكر في ترجمته كما في «الكشف» (١/٣٥٧) قال: «وعده بعضهم حديثًا وليس كذلك» . قلت: وممن عده حديثًا، الشيخ أبو الفضل محمد بن محمد الشافعي فإنه قال في كتابه «الظل المورورد» (ق١٢/١): «فقد أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ...» فذكره. ولا يشفع له أنه صدّره بصيغة التمريض - إن كانت مقصودة منه - لأن ذلك إنما يفيد فيما كان له أًل ولو ضعيف، وأما فيما لا أصل له - كهذا - فلا. قلت: ثم إن معنى هذا القول غير صحيح عندي، لأن الحسن لا يمكن أن تصير سيئة أبدًا مهما كانت منزلة من أتى بها، وإنما تختلف الأعمال باختلاف مرتبة الآتين بها إذا كانت من الأمور الجائزة التي لا توصف بحسن أو قبيح، مثل الكذبات الثلاث التي أتى بها إبراهيم ﵇، فإنها جائزة لأنها كانت في سبيل الإصلاح، ومع ذلك فقد اعتبرها إبراهيم ﵇ يئة، واعتذر بسببها عن أن يكون أهلًا لأن يشفع في الناس ﷺ وعلى نبينا وسائر أخوانهما أجمعين. وأما اعتبار الحسنة التي هي قربة إلى الله تعالى سيئة بالنظر إلى أن الذي صدرت منه من المقربين، فمما، لا يكاد يعقل» اهـ. قلت: وهذا كلام نفيس جدًا، ولكن ليت الشيخ حفظه
1 / 72