284

تخريج الدلالات السمعیة علی ما کان در عهد رسول الله از حرف و صنایع و عملیات شرعیة

تخريج الدلالات السمعية على ما كان في عهد رسول الله من الحرف والصنائع والعمالات الشرعية

ویرایشگر

د. إحسان عباس

ناشر

دار الغرب الإسلامي

ویراست

الثانية

سال انتشار

١٤١٩ هـ

محل انتشار

بيروت

عمر، فكان سبب توجّه الحكم لعبد الله على طلحة. فوقف عثمان والناس معه رضي الله تعالى عنهم على الضفير، فقال: يا هؤلاء أخبرونا أكان هذا أيام عمر؟
قالوا: نعم، قال: فدعوه كما كان أيام عمر رضي الله تعالى عنه وانصرفا.
قال عبد الله: فجئت من فوري إلى علي رضي الله تعالى عنه فقصصت عليه القصة حتى بلغت إلى كلام معاوية، فضحك، ثم قال: أتدري لم أعانك معاوية؟
قلت: لا، قال: أعانك للمنافيّة، قم الآن إلى طلحة فقل له: إن الضفير لك فاصنع به ما بدا لك، فأتيته فأخبرته، فسرّ بذلك، ثم دعا بردائه ونعليه وقام معي حتى دخلنا على علي رضي الله تعالى عنهم، فرحّب به وقال: الضفير لك فاصنع به ما شئت، فقال: قد قبلت وإنما جئت شاكرا، ولي حاجة ولا بدّ من قضائها، فقال له علي ﵄: سل حتى أقضيها لك. فقال طلحة: أحبّ أن تقبل الضيعة مني مع ما فيها من الغلمان والدواب والآلة، فقال عليّ: قد قبلت، قال:
ففرح طلحة وتعانقا وتفرّقنا.
قال عبد الله: فو الله ما أدري أيهما أكرم في ذلك المجلس: عليّ إذ جاد بالضفير، أم طلحة إذ جاد بالضيعة بعد ضنّه بمسنّاة. انتهى.
فوائد لغوية في خمس مسائل:
الأولى: في «الصحاح» (٦: ٢٣٠) الجريّ: الوكيل والرسول، يقال: جريّ بيّن الجراية والجراية. والجمع أجرياء، وقد جرّيت جريّا واستجريت، وأما الجريء المقدام فهو من باب الهمز.
الثانية: في «الغريبين» وكل فلان فلانا، أي وكل أمره إليه يستكفيه. وفي «الصحاح» (٥: ١٨٤٥): وكّلته بأمر كذا توكيلا، والاسم: الوكالة والوكالة، قال الفارابي (٣: ٢٤٣): بفتح الواو وكسرها.
وفي «الزاهر» (١: ٩٩- ١٠٠) الوكيل: الكافي؛ قاله الفراء. انتهى.

1 / 298