باب المخالفة المخلة بالفصاحة ... وهي مخالفة قياس الصرف للضرورة أو الشذوذ الاستعمالي، فليس من الباب "أبى، يأبى" ولو فتح الماضي والمضارع معا بلا حرف حلق عينا أو لاما، فقياس المضارع الكسر، و " عور، يعور " بالتصحيح والقياس " عار، يعار"و" استحوذ " أيضا، والقياس " استحاذ " و" قطط " القياس " قط " و" آل " و" ماء " القياس " أهل" و" ماه" ، إذ لا يقاس قلب الهاء ألفا ولا همزة، ولو قلبت الهمزة بعد ذلك ألفا، ولا قلب الهاء همزة؛ فمثل هذه الكلمات فصيح ولو خالف القياس لأنها ثبتت كذلك عن الواضع ، فهي شاذة قياسا فصيحة استعمالا. وقيل في " يأبى":إنه غير شاذ قياسا، وإنه مضارع أبي (بالكسر) استغنى به عن " يأبي " (بالكسر) مضارع أبي (بالكسر) مضارع " أبى " (بالفتح)، أو إن الألف حرف حلق فأثر هذا في فتح المضارع ولو لم يؤثر في نحو :" أتى " " يأتي " كما لو يؤثر الفتح في " رجع" " يرجع " بسطت ذلك في " شرح اللامية " (¬1) .
ومثال المخالفة المخلة بالفصاحة أن تفك المدغم وتمد المقصور أو تصرف مثل " عمر " أو " أحمد " للضرورة، مثل بعض قول أبي النجم (¬2) :
الحمد لله العلي الأجلل ... الواسع الفضل الوهوب المجزل
الحمد لله العلي الأجلل ... الواحد الفرد القديم الأول
وفي رواية:
الحمد لله العلي الأجلل ... أنت مليك الناس ربا فاقبل
صفحه ۲۳