84

تخجيل من حرف التوراة والإنجيل

تخجيل من حرف التوراة والإنجيل

پژوهشگر

محمود عبد الرحمن قدح

ناشر

مكتبة العبيكان،الرياض

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٩هـ/١٩٩٨م

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

الطمأنينة وتثلج الصدور. ومنها: تعلم الحجّة عليهم من كتبهم وإلزامهم على مقتضى أصولهم وذلك أفحم لهم. ومنها: قصد إرشادهم ببيان احتمال الألفاظ التي اقتضت غلطهم، فعسى الله أن يقدر هداية بعضهم، ونحن مأمورون بدعائهم إلى سبيل ربنا بالحكمة والموعظة الحسنة١. ومنها: الوقوف على سرّ قول نبيّنا ﵇ وقد رأى في يد بعض أصحابه صحيفة من كتبهم فغضب ﵇ وقال له: "ألقها فوالله جئتكم بها بيضاء نقية"٢.

١ يشير إلى قوله تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ . [سورة النحل، الآية: ١٢٥] . ٢ أخرجه الإمام أحمد ٣/٣٨٧، وابن أبي شيبه ٥/٥٢١ ح ٢٦٤٢١ كلاهما نمت طريق هشيم عن مجالد عن الشعبي عن جبار بن عبد الله - رضي الله تعالى عنهما - أن عمر بن الخطاب ﵁ أتى النبي ﷺ بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه على النبيّ ﷺ فغضب فقال: "أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب! والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء فيخبرونكم بحقّ فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده لو أن موسى ﷺ كان حيا ما وسعه إلاّ أن يتبعني". وذكره الهيثمي في المجمع ١/١٧٩، وعزاه إلى أبي يعلى والبزار وقال: "فيه مجالد بن سعيد ضعَّفه أحمد ويحيى بن سعيد وغيرهما". اهـ. ووافقه الحافظ في فتح الباري ١٣/٣٣٤. وهناك أدلة أخرى تفيد ما أفاده الحديث في منع النظر في كتب أهل الكتاب نمها: ما رواه البخاري (ر: فتح الباري ٥/٢٩١)، عن ابن عباس قال: "يا معشر المسلمين، كيف تسألون أهل الكتاب وكتابكم الذي أنزل على نبيه ﷺ أحدث الأخبار بالله تقرؤونه لم يُشَبْ؟ وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب بدلوا ما كتب الله وغيّروا بأيديهم الكتاب فقالوا: هذا من عند الله. ليشتروا به ثمنًا قليلًا أفلا ينهاكم بما جاء من العلم عن مساءلتهم؟ ... ". وما أخرجه عبد الرزاق في مسنده عن عبد الله بن مسعود قال: "لا تسألوا أهل الكتاب فإنهم لن يهدوكم وقد أضلوا أنفسهم، فتكذبوا بحقّ أو تصدقوا بباطل". وأخرجه سفيان الثوري بلفظ قريب منه. وقال الحافظ: "وسنده حسن". (ر: فتح الباري ٦/٣٣٤) .

1 / 103