110

تخجيل من حرف التوراة والإنجيل

تخجيل من حرف التوراة والإنجيل

پژوهشگر

محمود عبد الرحمن قدح

ناشر

مكتبة العبيكان،الرياض

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٩هـ/١٩٩٨م

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

وتظافرت عليه الآلام والأوجاع فقد ثبت بذلك أنه عبد لله، إذ ثبت أن ما سوى / (١/١٧/أ) فهو عبد له. فإن قالوا: لا ننكر أن المسيح جاع وشبع واطمأن وجزع وناله النفع والضرر واعتورت عليه أحوال البشر، غير أن هذه النقائص إنما دخلت على ناسوته دون لاهوته١. قلنا لِمَ يَدَعُ الاتّحاد الذي تدعونه ناسوتًا متميّزًا عن لاهوت حتى يُخَصَّ بالعطش والجوع والأرق والهجوع! بل صار المسيح بالاتّحاد الذي يدّعيه أهل الإلحاد شيئًا واحدًا، والشيء الواحد لا يقال إنه جاع ولم يجع ومات ولم يمت. على القول أيضًا بذلك مفسد للاتّحاد الذي يدعونه؛ لأنه قد كان المسيح قبل الاتّحاد يدركه عوارض الآدميّين من الجوع والعطش والطمأنينة والدهش وغير ذلك، فإن كان بعد الاتّحاد كَهُوَ٢ قبل الاتّحاد فلا معنى للاتّحاد، فقد صار الاتّحاد الذي يُدَّعى له مجرد تسمية ساذجة عن المعنى. وإذا ثبت أن المسيح قد تناول الطعام وصلى وصام والتزم الأحكام فقد أربى في العبودية على سائر الأنام. والعجب أن الشيطان لا يثبت مع وجود المَلَك، فكيف يطمع فيمن يعتقد ربوبيته حتى يسومه أن يجعله / (١/١٧/ب) من الأتباع [ويوظف] ٣

١ يؤمن النصارى بالاتّحاد: وهو اتّحاد اللاهوت الجزء الإلهي مع الناسوت الجزء الإنساني في المسيح ﵇، وسيأتي في الباب السابع تفصيل اختلاف النصارى في تصوير ذلك الاتّحاد. ٢ كهو: أي: كمثله. ٣ في ص يوصف ولعل الصواب ما أثبته.

1 / 131