تجربه زنانه
التجربة الأنثوية: مختارات من الأدب النسائي العالمي
ژانرها
أجابت: «ليس كثيرا.» - «كيف قتلته؟»
قالت ديكيليدي: «اجتززت كل أعضائه الخصوصية بسكين.»
قالت كيبوني: «أنا فعلت المثل بموسي.» وتنهدت ثم أضافت: «كانت حياتي صعبة.»
ساد الصمت بعض الوقت بينما انهمكن جميعا في الأكل، ثم استطردت كيبوني في تأمل: «رجالنا لا يظنون أننا نحتاج إلى حنان ورعاية، كان زوجي يركلني بين ساقي عندما يشاء. ومرة أجهضت بسبب ذلك. لم أكن أستطيع التهرب منه إذا مرضت، لهذا قلت له مرة إنه يستطيع الإتيان بامرأة أخرى لأني عاجزة عن إشباع كافة رغباته. كان مسئولا تعليميا، وكل سنة يوقف حوالي سبعة عشر مدرسا لأنهم تسببوا في حمل التلميذات، بينما كان يفعل مثلهم. وفي آخر مرة جاءني أبوا الفتاة يشكوان. فقلت لهما: اتركا الأمر لي. فقد فاض بي الكيل. وقتلته.»
أكملن طعامهن في صمت، ثم حملن الصحاف والأكواب ليشطفنها في المغسل. وجاءت الحارسة بدلو ومكنسة. لم يكن ثمة أثر وسخ في أي مكان، لكن لا بد من غسل أماكن النوم بالماء الغزير، فهو روتين السجن. ولا يتبقى بعد ذلك سوى جولة تفقدية من المدير. وهنا تحولت كيبوني إلى القادمة الجديدة محذرة: «خذي بالك عندما يأتي المدير للتفتيش فهو مجنون بشيء واحد .. انتباه! قفي معتدلة! يداك إلى جانبك! فإن لم تفعلي فقد صوابه وكال لك السباب. إنه لا يهتم بغير ذلك.»
ما إن انتهى التفتيش حتى أخذت النسوة، عبر عدد من البوابات، إلى فناء مكشوف مشمس، يحيط به سور مرتفع من السلك الشائك، حيث يقمن بعملهن اليومي. كان السجن مركزا للتأهيل، ينتج فيه السجناء السلع التي يعرضها حانوت السجن للبيع. فتصنع النساء الملابس والصوف، والرجال أشغال النجارة والجلود والطوب والخضراوات.
كانت ديكيليدي تجيد عدة أعمال، فهي تطرز وتحيك وتغزل. وكانت النسوة الموجودات منهمكات في تطريز الملابس الصوفية، وبعضهن يعملن ببطء لأنهن ما زلن يتعلمن. تطلعن إليها في اهتمام عندما تناولت كتلة الصوف وإبر التطريز، وأنجزت غرز الصف الأول بسرعة. كانت يداها ناعمتين رقيقتين، كأنهما بلا عظام، وتتميزان بقوة غريبة، فشكلت بهما أعمالا جميلة. وعندما انتصف النهار، كانت قد أتمت الجانب الأمامي من الجرسي، فتوقفن جميعا عن العمل ليبدين إعجابهن بالتصميم الذي ابتكرته.
قالت كيبوني في إعجاب: «أنت موهوبة حقا.»
أجابت ديكيليدي بابتسامة: «هذا ما تقوله صديقاتي. فأنا المرأة التي لا ترشح المياه من قش نسجته. ولهذا تلجأ إلي كل صديقاتي عندما يبغين إعداد أكواخهن. فهن لا يستطعن ذلك بدوني. كنت دائما مشغولة، مستخدمة، لأني بهاتين اليدين كنت أطعم أطفالي وأتولى تنشئتهم. تركني زوجي بعد أربعة أعوام من الزواج، لكني تمكنت من تدبير أموري وإطعام أفواههم. وإذا عجز أحد الناس عن دفع أجرتي نقدا، كان يعطيها لي هدايا من الطعام.»
قالت كيبوني: «الأمور ليست سيئة هنا. فبوسعنا أن ندخر بعض المال من مبيع منتجاتنا. إذا اشتغلت هكذا ستحصلين على مال لأطفالك. كم لديك منهم؟» - «ثلاثة أولاد.» - «هل هناك من يرعاهم؟» - «أجل.»
صفحه نامشخص