168

Ta'jil al-Nada bi Sharh Qatr al-Nada

تعجيل الندى بشرح قطر الندى

ژانرها

من أنواع المفعول به: المنادى، وله أحكام تخصه؛ فلهذا أفرده بالذكر، وبيان كونه مفعولًا به أن قولك: يا عبدَ الله. أصله: أدعو عبدَ الله، فحُذِفَ الفعل، وأُنيب (يا) عنه. والمنادى: هو المطلوب إقباله بحرف نائب مناب (أدعو) (١)، وهو قسمان: ١-منادى معرب، وهو ما يظهر فيه النصب. وهو المراد هنا. ٢-منادى مبني، وهو الذي لا يظهر فيه النصب، ويأتي إن شاء الله. فينصب المنادى لفظًا في ثلاث مسائل: الأولى: أن يكون مضافًا، نحو: يا عبدَ الله، فـ (يا): حرف نداء. و(عبد الله) منادى منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وهو مضاف، ولفظ الجلالة مضاف إليه. الثانية: أن يكون شبيهًا بالمضاف. وهو ما اتصل به شيء من تمام معناه، كما يتصل المضاف بالمضاف إليه نحو: يا مسافرًا إلى مكة استفد من وقتك. فـ (مسافرًا) منادى منصوب. وقد اتصل به شيء من تمام معناه لأننا إذا قلنا (يا مسافرًا) لم يتبين للسامع المراد كاملًا؛ لأن السفر يكون إلى بقاع شتى. فإذا قلنا: (إلى مكة) أتممنا المعنى وخصصناه كما يُخَصَّصُ المضاف بالمضاف إليه. وهذا الذي به التمام إما أن يكون اسمًا مرفوعًا بالمنادى نحو: يا ضائعًا كتابه، فـ (يا) حرف نداء (ضائعًا) منادى منصوب (كتابه) فاعل لاسم الفاعل مرفوع، والهاء مضاف إليه، ومثله: يا حسنًا وجهه. فـ (وجهه) فاعل للصفة المشبهة (حسنًا) . وإما أن يكون منصوبًا نحو: يا طالعًا جبلًا، فـ (طالعًا) منادى منصوب. وفيه ضمير مستتر هو فاعله، لأنه اسم فاعل، و(جبلًا) مفعول به منصوب لاسم الفاعل. وإما أن يكون مجرورًا كما تقدم في المثال: يا مسافرًا إلى مكة، ومثله: يا رفيقًا بالعباد. فـ (بالعباد) جار ومجرور متعلق بـ (رفيقًا) .

(١) الأصل في المنادى أن يكون اسمًا لعاقل، ليتأتى إقباله. وقد ينادى اسم غير عاقل لغرض بلاغي، ومنه قوله تعالى: ﴿وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي﴾ .

1 / 168