تجديد العربية: بحيث تصبح وافية بمطالب العلوم والفنون
تجديد العربية: بحيث تصبح وافية بمطالب العلوم والفنون
ژانرها
وقد نستطيع أن نعثر في مظان اللغة على ما لا يحصى من الألفاظ المنحوتة، وقد ألحقت بهذا البحث أمثلة من الألفاظ المنحوتة لا تترك ريبا لمستريب.
إن اشتراك المعاني المستفادة من هذه الألفاظ يثبت على وجه اليقين أن أحدها وهي صلخد قد دخل اللغة العربية بأحد طريقين: فإما بالزيادة وإما بالنحت، وفي هذه اللفظة بالذات أكاد أؤمن بأن النحت أصلها.
على أن الكلمات غير معروفة الأصل في اللغة العربية، جميعها يجري مجرى هذه الكلمة؛ فهي إما مستحدثة بطريق الزيادة وإما بالنحت. وهذا مبحث واسع لعلنا نتوفر على درسه فيما بعد.
والحقيقة أن النحت والزيادة (أي زيادة الحروف على بنية الأصول) أصلان من أصول الوضع الصحيحة في اللغة جرى عليهما العرب فكانا من الأصول التي نمت بها العربية.
والذي ينبغي، ألا نتردد في اتخاذ النحت سببا من الأسباب التي نتعلق بها في وضع الأسماء جريا على ما جرى عليه أسلافنا، قبل أن تجمد اللغة بجمود أهلها. أما الزيادة فهذا ما سميته الاقتياس، وهو موضع كلامي بعد أن أفرغ من الكلام في النحت. •••
ويحملني على متابعة البحث في هذا الباب (أي النحت) حاجة اللغة العربية، في الطور النشوئي الذي تجتازه الآن، إلى مجاراة اللغات الأخرى في صوغ الألفاظ العلمية وأسماء طبقات الحيوان والنبات؛ فقد دلتني التجربة الطويلة وطول الإكباب والتبصر على أن الاشتقاق القياسي وحده لا يواتينا بالعدة التي نستمكن بها من صوغ كل ما نحتاج إليه من الأسماء، كما دلتني على أن هذا الاشتقاق القياسي نفسه لم يوات العرب في عصر ازدهارهم وفي عصر جاهليتهم بالمادة التي تمكنهم من صوغ الألفاظ الدالة على مختلف المعاني التي أرادوا التعبير عنها بكلمات عربية الجرس عربية البناء، فلجئوا إلى أساليب منها ما سميته أسلوب «الاقتياس» كما أسلفت، ومنها التعريب ومنها زيادة الحروف على الأصول ومنها النحت.
على أن جميع الذين بحثوا في النحت قد لزموا في بحوثهم ما ورد في كتب القدماء، وأخصها ما جمع السيوطي في كتابه «المزهر». أما بحثي هذا فطريف إذ أحاول أن أثبت فيه رأي ابن فارس في أن النحت كثير في اللغة العربية، وهو الرأي السديد الذي أنكره عليه الأكثرون وذهبوا إلى القول بأن اللغة العربية لغة اشتقاق لا لغة نحت بدون تبصر في أسرار هذه اللغة الكبرى. وسأتتبع البحث في كلمات فصيحة لأثبت أنها منحوتة أو أنها مصوغة بطريق زيادة الحروف على الأصول لإفادة معنى زيد في معنى اللفظ قبل الزيادة عليه، فإذا ثبت ذلك كان لنا أن نجري على ما جرى عليه العرب، فنفتح من العربية أبوابا مغلقة تطلعنا على آفاق لا نهائية الاتساع تبز بها اللغة العربية لغات العالم قاطبة.
الخيتعور:
لفظ منحوت من لفظين هما: ختع «و» ختر.
ختع (ل: 414: 9) المصدر الختع والختوع. (1) في الأرض: ذهب وانطلق (2) الدليل: سار بهم تحت الظلمة على القصد. (3) رجل: ختع وختع وخوتع: حاذق بالدلالة ماهر بها، وختعة وختع: السريع المشي الدليل. (4) الخوتع: الدليل أيضا. (5) انختع: في الأرض أبعد. (6) ختع على القوم: هجم. (7) ختع الفحل خلف الإبل: إذا قارب في مشيته. (8) ختوع السراب: اضمحلاله. (9) الخوتع: ضرب من الذباب كبار. (10) الخوتع: ذباب الكلب، وذباب أزرق يكون في العشب. (11) الختعة: النمرة الأنثى. (12) الختع من أسماء الضبع. (13) الخيتعة: هنة من أدم يغشى بها الرامي إبهامه لرمي السهام. (14) الختاع: الدسنبانات، مثل ما يكون لأصحاب البزاة. (15) الخوتع: ولد الأرنب.
صفحه نامشخص