مسكويه بصورة خاطئة هكذا: «أبو على بن مشكويه» فلو كان ضبط البديع كمصدر لياقوت مخالفا لضبط ياقوت، أو ضبط أبى حيّان، أو ضبط ابن مندة، من الذين ذكرهم ياقوت في معجمه، لكان ياقوت ذكر هذا الاختلاف.
وأمّا القدماء من غير معاصري مسكويه الذين سمّوه «مسكويه» فهم: الروذراورى (٤٣٧- ٤٨٨ هـ.) في مقدمته على الذيل، وابن أبى أصيبعة (٥٧٩- ٦١٦ هـ.) في عيون الأنباء (الطبعات الثلاث: ص ٢٤٥، ص ٢٣٦، ص ٣٣١)، وياقوت في معجم الأدباء (نشرة مرجوليوث ج ٥: ص ٥، ٦، ١٠، ١١)، والصفدي (٦٩٦- ٧٦٤ هـ) نقل كلام ياقوت بتمامه (أنظر مرجوليوث في نشرته لياقوت ٥: ٥ الحاشية) . وقد صرّح ياقوت بأنّ مسكويه لقب لأحمد حيث ذكره في عنوان كلامه بقوله: «أحمد بن محمد بن يعقوب الملقّب مسكويه» (برفع «الملقّب») . والحقّ مع مرجوليوث حيث ضبط «الملقّب» بالرفع نعتا لأحمد لا ليعقوب، وذلك لأنّ مرجوليوث شاهد بوضوح أنّ ياقوت نفسه يكرّر ذكر مسكويه في خمسة مواضع (ناقلا عن معاصريه) بلفظ مسكويه، فلم يتردّد في ضبط «الملقّب» بالرفع إذا كان الضبط منه وليس من مخطوطة معجم الأدباء، ونحن نعتبر ابن مندة أيضا من الذين ذكروا مسكويه «مسكويه» حيث نرى ياقوت ينقل عنه بنفس الضبط. ومن هؤلاء القدماء القفطي (٥٦٤- ٦٤٦ هـ) في تاريخ الحكماء (ص ٣٣١) ونصير الدين الطوسي (٥٩٧- ٦٧٢ هـ.) في أخلاق ناصري (باللغة الفارسية ص ٣٥، ٣٦)، وحاجي خليفة (المتوفى ١٠٦٧ هـ.) في كشف الظنون، والسخاوي (القرن التاسع) في التوبيخ (ص ٣٩) .
وأمّا في الموسوعات ودوائر المعارف، فهو مسكويه أيضا في: دائرة المعارف الإسلامية (الطبعة الجديدة ١٩٧١ م.، الإنجليزية والفرنسية) انسحابا من الموقف في الطبعة القديمة، ففي تلك الطبعة ورد «ابن مسكويه» كما في الطبعة العربية والطبعة الفارسية (دانشنامه ايران وإسلام)، وهو مسكويه أيضا عند دهخدا في لغتنامه، وكذلك في دائرة المعارف للبستانى، كما صرّح العاملي في الأعيان بقوله: «مسكويه لقب أحمد نفسه كما صرّح به جماعة....» أمّا الدراسات المستقلّة التي نشرت عن مسكويه، فهو في كلّها مسكويه كما رأيت من عناوينها التي سبق أن ذكرناها.
1 / 15