فطالبته بالواجب من القسم كان عليه أن يقسم لهل يوما وليلة ثم يتصرف في أموره في ثلاثة أيام وثلاث ليال وإن كانت زوجته أمة والمسألة بحالها كان لها من كل سبعة أيام يوم ومن كل سبع ليال ليلة؛ لأن له أن يتزوج عليها بثلاث حرائر فيكون لكل واحدة منهن من القسم يومان وليلتان ولها يوم وليلة.
روى "أن امرأة جاءت إلى عمر بن الخطاب ﵁ وعنده كعب بن ميسور (١) فقالت يا أمير المؤمنين إن زوجي يصوم النهار ويقوم الليل [ق ٢٠٠/ب] وأنا أكره أن أشكوه، فقال عمر ﵁: نعم الرجل زوجك فردت كلامها وعمر ﵁ – لا يزيدها على ذلك، فقال كعب ﵁: يا أمير المؤمنين إنها تشكو زوجها في هجره فراشها، فقال عمر ﵁: كما فهمت إشارتها فاحكم بينهما، فأرسل إلى زوجها فجاء فقال لها كعب ﵁: ما تقولين فقالت:
(٢) يَا أَيها الْقَاضِي الْحَكِيمُ أرشده ... أَلْهَى خَلِيلِي عَنْ فِرَاشِي مَسْجِدُهْ
زَهَّدَهُ فِي مَضْجَعِي تَعَبُّدُهُ ... نَهَارَهُ وَلَيْلَهُ مَا يَرْقُدُهْ
ولَسْتُ فِي أمر النِّسَاءِ أَحْمَدُهُ
فقال لزوجها ما تقول فقال:
زَهَّدَنِي فِي فَرْشِهَا وَفِي الكلل ... أَنِّي امْرُؤٌ أَذْهَلَنِي مَا قَدْ نَزَلْ
فِي سُوْرَةِ النَّمْلِ وَفِي السَّبْعِ الطِّوَلْ
فقال له كعب:
إِنَّ لَهَا عَلَيْكَ حَقًا يَا رَجُلْ ... تُصِيبُهَا فِي أَرْبَعٍ لِمَنْ عَقِلْ
فَأَعْطِهَا ذَاكَ وَدَعْ عَنْكَ الْعِلَلْ
_________
(١) كذا بجميع النسخ، والصواب " كعب بن سور " بضم المهملة وسكون الواو كما في الكتب المسندة، وكتب الرجال.
(٢) الأبيات المذكورة فيها تقديم وتأخير وتركيب لشطر بيت في شطر آخر وتصحيف في بعض الكلمات.
1 / 12