172

تاج منظور

التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط

ژانرها

ومن احتسب فختن يتيما، فلم يرق دمه حتى مات وله ولي أو وصي لم يضمنه، ولو لم يأمره به، وإن لم يكن له أحدهما وكان مطيقا للختان وصالحا له في المعتاد، فقيل: لا يلزمه الضمان أيضا، ولعل بعضا -قيل- يذهب إلى أن الصبي غير متعبد بالختان والاحتساب إنما يكون في إزالة الضر عنه عند وقوعه في نفسه، وقيل: يجوز في مثل هذا أيضا إن لم يكن له قائم به، وليس المحتسب في ذلك متعديا، وربما أدى ترك ختانه إلى ضرره وفوت طهارته.

أبو المؤثر: يختتن موضع الذكر من الخنثى. أبو عبد لله: لا يسمى أقلف من بقي من ختانه شيء إذا ظهر بعض حشفته. ويبدل الصلاة من لزمه إعادة الختان، لا الصوم. وجاز لرجل أن تختنه المرأة إن لم يجد رجلا، لا عكسه.

فصل

قال بعض الحكماء: الأدب صورة العقل، فصور عقلك كيف شئت. ومن أحب الأدب تواضع له، ومن بغضه تكبر عليه؛ ومن غذاؤه الأدب كان ينبوعا للحكمة، ومن كثر -قيل- اعتباره، قل عثاره؛ وليتصفح أحوال غيره ليتبع أحسنها ويدع أقبحها، كما قيل: إن السعيد من وعظ بغيره.

ومن الأدب أن لا تسأل من لقيت أين يريد، ولا من أين أتى، وأن لا تقف عند متحدثين، وأن لا تدخل بينهما، وأن لا تناجي واحدا دون آخر إن كنتم ثلاثة، ولا اثنين إن كنتم أربعة.

ويكره لأديب أن يخاطب من ليس بأديب، كما لا يخاطب الصاحي السكران. وللعاقل أن أن يعود نفسه صعب الأمور، ليصبر عليها وتسهل عليه عند الاحتياج، لأن الرخاء ليس بدائم، والمرء ليس من الشدة بسالم؛ وإن دخلت مع أحد منزله، فادخل بعده واخرج قبله، وأقبل على الجلساء بوجهك. ومن سوء الأدب أن تعرض على المحدث، وأن تقبل على المعرض، وأن تنعس بين الناس، وأن تعيد الحديث. وعلى العبد أن يصبر على ما ساءه أو سره، ويرضى بما قدر له.

صفحه ۱۷۲