تاج منظور
التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط
ژانرها
وفرق بين التضرع والمسكنة والإبتهال؛ فالتضرع -قيل- أن تبسط يسراك وتجعل باطنها [85] نحو السماء وظاهرها نحو الأرض، وتقبض أصابع يمناك وتشير بسبابتها وتحركها وتدعو؛ والاستكانة أن تضم أصابعك جميعا وتجمع كفيك وتجعلهما تحت لحيتك ثم تدعو؛ والابتهال أن تمد يديك أمامك وتجعل بطون كفيك نحو القبلة وظهورهما نحو وجهك وتدعو.
وأفضل الدعاء في جوف الليل وبعد المكتوبة، ويبتدأ بالصلاة على النبيء -صلى الله عليه وسلم- بعد البسملة، ويختم بالصلاة عليه؛ وقد تعبد بالدعاء، وتاركه استغناء عنه كافر.
وقيل: من قرأ آية الكرسي، وقل هو الله أحد مرارا بعد الفريضة قبل أن يتكلم لم يمنعه من الجنة مانع، ولا يداوم -قيل- على قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة إلا نبيء أو صديق أو شهيد.
فصل
ابن مسعود: ما أعطي عبد مثل حسن الظن بالله، والذي لا إله غيره، لا يحسن الظن به إلا أعطاه ظنه.
ويروى: «أنا عند ظن عبدي بي، فليظن عبدي بي ما شاء». قال تعالى: {وأحسنوا إن الله يحب المحسنين} ( سورة البقرة: 195)، قيل: هو حسن الظن بالله؛ وهو فرض متعبد به، ودليله حسن العمل له.
ويروى أن عيسى ويحيى -عليهما السلام- كانا إذا التقيا يبتسم عيسى ويبكي يحيى، ويقول لعيسى: تلقاني ضاحكا كأنك آمن، ويقول هو ليحيى تلقاني باكيا كأنك آيس، فأوحى الله إليهما: إن أحبكما إلي أحسنكما ظنا بي.
الباب التاسع والعشرون
في البعث والحساب والجنة والنار والغضب والقساوة
والأكثر على أن الجنة والنار مخلوقتان اليوم، لقوله تعالى: {اهبطوا منها جميعا} ( سورة البقرة: 38 )، وقيل: لا ولا دليل في الآية. والحق الإيمان بوقوعهما وأنهما - كما قيل - إن كانتا فقد كانتا، وإن لم تكونا فستكونان، وقيل: إنهما بعد وقوعهما اليوم يفنيان ثم يعادان غدا لقوله تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه} (سورة القصص: 88).
صفحه ۱۶۲