تحويلة مانهاتن

جورج أورويل d. 1450 AH
142

تحويلة مانهاتن

تحويلة مانهاتن

ژانرها

عندما اعتدلا جالسين في السرير الكبير، كان بإمكانهما الرؤية عبر الميناء، كان بإمكانهما رؤية مسافة ياردات من السفن الشراعية الكبيرة، ومركب شراعي أبيض أحادي الصاري، وزورق قطر باللونين الأحمر والأخضر صغير كما لو كان لعبة، ومنازل منبسطة الواجهات في الجهة المقابلة خلف خطوط من المياه بألوان الطاووس، وعندما استلقيا أمكنهما رؤية النوارس في السماء. ارتديا ملابسهما عند الغسق متأرجحين، يتعثران مهتزين عبر ممرات الفندق العفنة، خارجين إلى الشوارع الصاخبة كفرقة نحاسية، تزخر بخشخشة الدفوف الصغيرة، ولمعان النحاس، وبريق الكريستال، وزمير وأزيز المحركات ... وحدهما معا في الغسق يشربان الشيري أسفل سطح تظلله أوراق الشجر العريضة، وحدهما معا وسط الحشد المتراقص بألوان الحفلات كما لو كانا غير مرئيين. ويحل ليل الربيع فوق البحر مروعا قادما من أفريقيا ويستقر حولهما.

أنهيا احتساء قهوتهما. وقد شرب جيمي قهوته ببطء شديد كما لو أن عذابا في انتظاره عندما ينتهي منها.

قالت إلين: «حسنا، كنت أخشى أن أجد آل بارنيز هنا.» «هل يعرفون هذا المكان؟» «لقد أحضرتهم إلى هنا بنفسك يا جيمبس ... وتلك المرأة المروعة تصر على التحدث معي عن الأطفال طوال المساء. أنا أكره الحديث عن الأطفال.» «يا إلهي، أتمنى أن نتمكن من الذهاب إلى أحد العروض.» «سيكون الوقت قد تأخر كثيرا على أي حال.» «ولن نفعل شيئا سوى إنفاق المال الذي لا أتحصل عليه ... دعينا نشرب الكونياك لنختم به. لا يهمني إن تسبب في تدميرنا.» «سيفعل ذلك على الأرجح بأكثر من طريقة.» «حسنا يا إيلي، هذا نخب الرجل المعيل الذي تحمل عبء الرجل الأبيض.» «عجبا يا جيمي، أظن أنه سيكون من الممتع الحصول على وظيفة تحريرية لبعض الوقت.» «سأجد أنه من الممتع الحصول على أي نوع من العمل ... حسنا يمكنني البقاء في المنزل دائما والاعتناء بالطفل.» «لا تسخر يا جيمي، إنه وضع مؤقت فحسب.» «الحياة مؤقتة كذلك بالمناسبة.»

وصلت سيارة الأجرة. دفع له جيمي آخر دولار معه. وضعت إيلي مفتاحها في الباب الخارجي. كان الشارع في حالة فوضى من الثلوج المنهمرة الملطخة بالأفسنتين. انغلق باب شقتهما خلفهما. اكتظت حولهما الكراسي، والطاولات ، والكتب، وستائر النوافذ باعثة على الشعور بالمرارة بغبار أمس الذي اعتلاها، وغبار أول أمس، وأول أول أمس . وغشيتهما روائح الحفاضات، وأواني القهوة، وزيت الآلة الكاتبة، ومنظف داتش كلينزير. أخرجت إلين زجاجة الحليب الفارغة وذهبت إلى الفراش. واصل جيمي السير مضطربا في أرجاء الغرفة الأمامية. تلاشى سكره وتركه مستفيقا وشاعرا بالبرودة الشديدة. في حجرة دماغه الفارغة، كانت ثمة كلمة ثنائية الوجه تخشخش كعملة معدنية: فشل النجاح، فشل النجاح.

أنا مجنونة بهاري

وهاري مجنون بي.

تهمهم بصوت خافت وهي ترقص. إنها صالة طويلة بها فرقة موسيقية في إحدى نهاياتها، تضيئها بنور أخضر مجموعتان من المصابيح الكهربائية المعلقة وسط أكاليل ورقية في المنتصف. وفي النهاية التي بها الباب، يعيق قضيب ملمع صفا من الرجال. هذا الذي ترقص معه آنا هو سويدي طويل عريض البنية، وتتبع قدماه الكبيرتان المتعثرتان قدميها الصغيرتين الرشيقتين الحركة. تتوقف الموسيقى. الآن يظهر يهودي نحيل صغير البنية أسود الشعر. يقترب منها ويحاول معانقتها. «كف عن ذلك.» تبعده عنها. «كوني رحيمة.»

لا تجيبه، وترقص بانضباط وبرود؛ إنها متعبة حد الغثيان.

أنا وحبيبي

حبيبي وأنا.

صفحه نامشخص