عندما أغلق باب الغرفة خلفه، شعر إد تاتشر بالوحدة الشديدة؛ حيث سيطرت عليه حالة من التململ الشديد. فقط لو كانت سوزي هنا، لكان أخبرها عن المال الكثير الذي كان سيجنيه، وكيف أنه سيودع 10 دولارات في مصرف الادخار كل أسبوع من أجل إلين الصغيرة؛ هذا المبلغ سيتضاعف إلى 520 دولارا في السنة ... وفي غضون 10 سنوات من دون الفائدة سيتضاعف إلى ما يزيد على 5000 دولار. ينبغي أن أحسب الفائدة المركبة على 5000 و20 دولارا بنسبة 4٪. مشى بحماس في أرجاء الغرفة الضيقة. أصدر موقد الغاز صريرا هادئا كالقطط. وقعت عيناه على العنوان الرئيسي في صحيفة ملقاة على الأرض بجوار دلو الفحم حيث أسقطها في أثناء ركضه كي يلحق بسيارة أجرة ليأخذ سوزي إلى المستشفى.
مورتون يوقع على بيان مدينة نيويورك الكبرى مصدقا
على القانون الذي سيجعل نيويورك أكبر ثاني حاضرة في العالم
طوى الصحيفة وهو يستنشق نفسا عميق ووضعها على الطاولة. أكبر ثاني حاضرة في العالم ... وكان أبي يريدني أن أقف في متجره التافه القديم في أونيورا. ربما كنت سأفعل ذلك لولا وجود سوزي ... أيها السادة المحترمون، بما أنكم قد منحتموني الليلة هذا الشرف الفريد بعرضكم علي الشراكة المبدئية في شركتكم، أود أن أقدم لكم فتاتي الصغيرة، زوجتي. أدين لها بكل شيء.
عندما انحنى أمام الموقد لتحيتهم، لامس ذيل معطفه قطعة من الصيني وأوقعها من فوق البوفيه بجوار خزانة الكتب. وقف ليلتقطها مصدرا صوت طقطقة خفيفا بملامسة لسانه لأسنانه. كسر رأس الدمية البورسلين الهولندية الزرقاء من جسمها. «والمسكينة سوزي مغرمة بدمياتها. يجدر بي الذهاب للفراش.»
رفع النافذة ومد جسمه خارجها. مر قطار سريع مدو في نهاية الشارع. لسعت نفثة من دخان الفحم فتحتي أنفه. تدلى من النافذة لفترة طويلة ناظرا للشارع يمنة ويسرة. ثاني أكبر حاضرة في العالم وسط المنازل المبنية من الطوب، وضوء المصابيح المكدر، وأصوات مجموعة من الصبية يمزحون ويتشاجرون فوق درج منزل في الجهة المقابلة، والخطوات الثابتة المعتادة لرجل شرطة، شعر بمسيرة كمسيرات الجنود، كباخرة دولابية تعبر نهر هدسون أسفل طريق باليساديس، كموكب انتخابي، عبر الشوارع الطويلة وفي اتجاه شيء طويل، وأبيض، ومهيب، ومليء بصفوف الأعمدة. إنها الحاضرة.
امتلأ الشارع فجأة بأشخاص يركضون. أعلن شخص يلهث عن اندلاع حريق. «أين؟»
انزوت مجموعة الصبية في المنعطف في الجهة المقابلة للطريق. رجع تاتشر أدراجه إلى الغرفة. كانت حرارتها خانقة. كان جسده يرتعد بالكامل لدرجة لا يمكنه معها البقاء في الخارج. ينبغي أن أذهب إلى الفراش. سمعت من الشارع أصوات الحوافر القوية وجرس سيارة الإطفاء الهستيري. فليلق نظرة. ركض نازلا الدرج وقبعته في يده. «في أي اتجاه؟» «في المربع السكني التالي.» «إنه مبنى سكني.»
كان مبنى سكنيا من ستة طوابق وذا نوافذ ضيقة. كان الخطاف والسلم قد رفعا للتو. وكان الدخان البني يتدفق سريعا من النوافذ السفلية متبوعا ببعض الشرارة هنا وهناك. كان ثلاثة من رجال الشرطة يؤرجحون هراواتهم وهم يدفعون بالحشد للخلف بعيدا عن سلالم المنازل وقضبانها في الجهة المقابلة. في المساحة الفارغة في منتصف الشارع، لمعت سيارة الإطفاء والعربة الحمراء ذات الخرطوم بلون نحاسي براق. شاهد الناس الموقف في صمت محدقين في النوافذ العليا حيث تحركت الظلال وومض ضوء من حين لآخر. بدأ عمود رفيع من اللهب يضطرم فوق المنزل كشمعة رومانية.
همس رجل في أذن تاتشر، قائلا: «المنور.» ملأت عصفة ريح الشارع بالدخان وبرائحة كرائحة الخرق المحترقة. شعر تاتشر على حين غفلة بالإعياء. عندما انقشع الدخان، رأى أناسا معلقين في حشود راكلين، معلقين من أياديهم من حافة إحدى النوافذ. وكان رجال الإطفاء على الجانب الآخر يساعدون النساء على نزول أحد السلالم. توهج اللهب في منتصف المنزل توهجا أكثر سطوعا. وسقط شيء أسود من إحدى النوافذ ممددا على الرصيف صارخا. كان رجال الشرطة يدفعون الحشد للخلف إلى أطراف المربع السكني. وتوالى وصول سيارات إطفاء جديدة.
صفحه نامشخص