حلت صرة ملابسه المبللة وأخذتها إلى داخل مطبخ صغير لتجف بجانب موقد الغاز. استدعاها صوت الفونوجراف الصادع بأغنية «إنه شيطان في مسقط رأسه» (هيز أديفيل إن هيز أون هوم تاون). كان ستان قد خلع الفستان. وكان يراقص كرسيا، وروبها الأزرق المبطن يتطاير من فوق ساقيه النحيفتين المشعرتين. «أوه يا ستان، يا عزيزي الأحمق.»
أنزل الكرسي وتوجه نحوها بسمرته على نحو رجولي، واتكأ بالروب السخيف. وصل الفونوغراف إلى نهاية اللحن، وراحت الأسطوانة تدور مصرصرة.
الفصل الخامس
الذهاب إلى معرض الحيوانات
ضوء أحمر، وجرس.
كان حشد بطول أربعة صفوف من السيارات ينتظر عند تقاطع السكة الحديدية، والمصدات تظهر في ضوء المصابيح الخلفية، وحواجز الطين تنتشر في المكان، والمحركات تخرخر ساخنة، والعوادم يفوح دخانها، وسيارات من بابل وجامايكا، وسيارات من مونتوك، وبورت جيفرسون، باتشوج، وسيارات ليموزين من مدينة لونج بيتش وحي فار روكاواي، وسيارات خفيفة من منطقة جريت نيك ... سيارات مليئة بالأزهار النجمية وملابس السباحة الرطبة، وأعناق لفحتها الشمس، وأفواه دبقة من أثر تناول المشروبات الغازية والنقانق ... سيارات مغبرة بحبوب لقاح اليعقوبيات وقضيب الذهب.
ضوء أخضر. تتسابق المحركات وتنعق التروس على السرعة الأولى. تتباعد السيارات، وتتدفق في شريط طويل على طول الطريق الأسمنتي الشبحي، وسط الكتل الخرسانية للمصانع ذات النوافذ السوداء، وسط الألوان الزاهية للافتات ذات الألواح نحو الوهج فوق المدينة التي تقف مدهشة في سماء الليل كوهج خيمة كبيرة مضاءة، ككتلة طويلة صفراء لخيمة في أحد العروض.
سراييفو ، علقت الكلمة في حلقها عندما حاولت نطقها ...
كان جورج بالدوين يئن قائلا: «إنه لأمر فظيع أن أفكر في ذلك. فالشارع سيئول إلى الخراب ... سيغلقون البورصة، ما باليد حيلة.» «ولم أذهب إلى أوروبا من قبل أيضا ... فلا بد أن الحرب شيء استثنائي.» إلين في فستانها المخملي الأزرق وعباءة أديمية اللون فوقه استندت إلى وسائد سيارة الأجرة التي كانت تطن بخفة أسفلهما. «أفكر دائما في التاريخ على أنه مطبوعات حجرية في كتاب مدرسي، حيث يدلي الجنرالات بتصريحاتهم، وتركض بعض الشخصيات الضئيلة الحجم في الحقول باسطة أذرعها، ونسخ لتوقيعات.» مخاريط ضوء تقطع مخاريط ضوء على طول جانب الطريق الحار الطنان، وتنشر المصابيح الأمامية أنوارها فوق الأشجار، والمنازل، واللوحات الإعلانية، وأعمدة البرق بضربات فرش عريضة من الكلس. استدارت سيارة الأجرة نصف دورة وتوقفت أمام نزل على الطريق ينضح بالضوء الوردي وموسيقى الراجتايم من كل شق من شقوقه.
قال سائق التاكسي لبالدوين عندما دفع له الأجرة: «ثمة حشد كبير الليلة.»
صفحه نامشخص