باب الالتفات
فسر قدامة الالتفات بأن قال: هو أن يكون المتكلم آخذًا في معنى فيعترضه إما شك فيه، أو ظن أن رادًا يرده عليه، أو سائلًا يسأله عن سببه، فيلتفت إليه بعد فراغه منه فإما أن يجلي الشك فيه أو يؤكده، أو يذكر سببه كقول الرماح بن ميادة طويل.
فلا صرمه يبدو ففي اليأس راحة ... ولا وصله يبدو لنا فنكارمه
فكأن هذا الشاعر توهم أن قائلًا يقول له: وما تصنع بصرمه، فقال: لأن في اليأس راحة.
وأما ابن المعتز فقال: الالتفات انصراف المتكلم عن الإخبار إلى المخاطبة، ومثاله من القرآن العزيز قوله تعالى بعد الإخبار بأن الحمد لله رب العالمين: " إياك نعبد وإياك نستعين " وكقوله سبحانه: " إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين " وكقوله
1 / 123