تحریر تحبیر در هنر شعر و نثر و بیان اعجاز قرآن

ابن عبد الواحد d. 654 AH
183

تحریر تحبیر در هنر شعر و نثر و بیان اعجاز قرآن

تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن

پژوهشگر

الدكتور حفني محمد شرف

ناشر

الجمهورية العربية المتحدة-المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

محل انتشار

لجنة إحياء التراث الإسلامي

والفرق بين التسهيم والتوشيح من ثلاثة أوجه: أدها أن التسهيم يعرف به من أول الكلام آخره، ويعلم مقطعه من حشوه من غير أن تتقدم سجعة النثر ولا قافية الشعر، والتوشيح لا تعرف السجعة والقافية منه إلا بعد أن تتقدم معرفتهما. والآخر أن التوشيح لا يدلك أوله إلا على القافية فحسب، والتسهيم يدل تارة على عجز البيت وطورًا على ما دون العجز، بشرط الزيادة على القافية، وما حكيناه عن ابن العباس ﵁ في بيت عمر بن أبي ربيعة، وعن الفرزدق في بيت عدي بن الرقاع فنادر لا يقاس عليه. والثالث أن التسهيم يدل تارة أوله على آخره، وطورًا آخره على أوله بخلاف التوشيح. وقد جاء من التسهيم في الكتاب العزيز قوله تعالى: " أفرأيتم ما تحرثون، أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون، لو نشاء لجعلناه حطامًا فظلتم تفكهون " وقوله: " أفرأيتم الماء الذي تشربون " إلى آخر الآية. فانظر إلى اقتضاء أول كل آية آخرها اقتضاء لفظيًا ومعنويًا، وائتلاف الألفاظ مع معانيها، ومجاورة الملائم بالملائم، والمناسب بالمناسب، لأن ذكر الحرث يلائم الزرع، وذكر الحطام يلائم التفكه ومعنى الاعتداد بالزرع يقتضي الاعتداد بصلاحه وعدم فساده، فحصل التفكه، وكذلك في بقية الآيات، فإذا علمت ذلك بهرج النقد عندك ما تقدم من الأشعار الفصيحة. والمعاني البليغة.

1 / 267