أحمد الله مبدأ كل مبدأ وغاية كل غاية ومفيض كل خير وولي كل هداية وأرجو حسن توفيقه في كل بداية ونهاية وأصلي على عباده المخصوصين بالعناية والدراية سيما † محمد † وآله الموسومين بالنبوة والولاية المنقذين من كل عماية وغواية وبعذ (¬1) فقد كنت برهة من الزمان عازما على أن أحرر لنفسي ولسائر طلبة العلم من الإخوان كتاب المجسطي المنسوب إلى بطلميوس القلوذي الذي هو الدستور العظيم لأصحاب صناعة الهيئة والتنجيم † تحريرا † لا يفوته مقاضد (¬2) ذلك الكتاب النظرية ومناهجه العملية حتى ترتيب الفصول وأبواب الحساب ورسوم الجداول وأوضاع الأشكال ولا يشوبه شيء خارج منه غير ما يحتاج إلى تقديمه في تيسير عسير أو حل إشكال وأشير إلى بعض ما استنبطه المحدثون أو ذهب إليه المتأخرون مما زادت النظريات به حسنا وبهاء أو نقصت العمليات منه كدا وعناء بشرط إيثار الإيجاز والاختصار والاحتراز عن الإسهاب والتكرار وذلك لأني لم أكن أظفر في اختصارات هذا الكتاب على كثرتها بمستجمع لهذه الشروط بجملتها وكانت العوائق شاغلة إياي دونه حائلة بيني وبينه إلى أن استسعدت بلقاء الجناب الرفيع والأخ العزيز أفضل العصر وأوحد الدهر حسام الدين وسيف المناظرين الحسن بن محمد السيواسي أدام الله فضله وكثر في الأفاضل مثله فزادني رغبته في ذلك رغبة وجدد جدة لي همة فعملت ذلك مع قلة البضاعة وقصور الباع (¬3) في الصناعة بحسب ما أعان عليه الوقت وساعد التوفيق والبخت ونبهت صريحا على ما هو خارج من أصل الكتاب مما أضفت إليه ليحصل الوقوف بأيسر السعي عليه وخالفت بين أشكال المتن وغيرها مما أوردته بلون الخطوط والأرقام ليتميزا في باذئ (¬4) النظر من غير احتياج إلى زيادة اهتمام وإنما تكلفت ذلك لكون الكتاب علما بين أهل العلم ينصون عليه في محاوراتهم ويشيرون إلى مواضع مسائله من الفصول والأشكال في حوالاتهم ثم إني وسمته بتحرير المجسطي حين أتممته فإن زللت في بعض المواضع لسؤفهم المعاني المقصودة † ... † عني عند قصد العبارة عنها بالألفاظ المطابقة فأرجو أن يصلحه من ينظر فيه من أهل الخير ويعثر عليه والله يوفقهم B وإياي أنه المستعان وعليه التكلان وها أنا أخوض في المقصود وأقول الكتاب مشتمل على ثلاث عشرة مقالة ومائة واحد وأربعين فصلا ومائة وستة وتسعين شكلا على ما في النسخة التي نقلها إسحق بن حنين وأصلحها ثابت بن قرة كما سيجيء مفصلا
<I>
المقالة الأولى أربعة عشر فصلا وستة عشر شكلا
<I.1> ا صدر الكتاب
صفحه ۲