261

تحرير الكلام في مسائل الالتزام

تحرير الكلام في مسائل الإلتزام

ویرایشگر

عبد السلام محمد الشريف

ناشر

دار الغرب الإسلامي

ویراست

الأولى

سال انتشار

١٤٠٤ هـ - ١٩٨٤ م

محل انتشار

بيروت - لبنان

ژانرها

قبلها في لزوم ما أوقعناه قبل حصول سبب خيارهما وعدمه، ثالثها التفرقة المذكورة لابن الحارث عن أصبغ مع رواية ابن نافع والباجي عن المغيرة مع فضل عن ابن حازم، ومعروف قول مالك (١). أ. هـ
فعلم أن التفرقة بينهما هي المعروف من قول مال، وعلى ذلك مشى الشيخ خليل ﵀ في مختصرهفي فصل الرجعة قال ابن رشد في السماع المتقدم هذه المسألة هي التي تحكى عن ابن الماجشون أنه سئل مالك رحمه الله تعالى فيها عن الفرق بين الحرة والمة فقال له أتعرف دار قدامة (٢)، وكانت دارًا يلعب فيها بالحمام معرضًا له لقلة التحصيل فيما سئل عنه، وتوبيخًا له على ترك أعمال نظره في ذلك حتى يسأل إلا في أمر مشكل، وهذا من نحو قوله لابن القاسم في شيء سئلة عنه أنت حتى الساعة هاهنا تسأل عن مثل هذا، ولعمري
أن مثل الماجشون (٣) في فهمه وجلالة قدره لحرى أن يوبخ على مثل هذا السؤال، لأن مالكًا لم يفرق بين الحرة والأمة كما قال، وإنما فرق بي خيار أوجبه الله تعالى بالشرع على لسان نبيه ﷺ للزوجات الإيماء على أزواجهن بشرط عتقهن بغير اختيار أزواجهن وبين خيار شرطه الزوج باختيار لزوجته حرة كانت أو امة، والفرق بينهما أن ما خير الله عباده فيه على شرط، وجعله شرعًا مشروعًا فليس لأحد أن يسقط ما أوجبه الله له من الخيار في ذلك قبل أن يجب له بحصول الشرط، ويوجب على نفسه أحد الأمرين من الأخذ أو الترك لأنه إذا فعل ذلك صار مبطلًا للشرع (٤) الذي شرعه الله تعالى لعباده في حقه، وذلك مما لا يجوز، ولا يلزم (٥)
ألا ترى لو أن رجلًا غنيًا قال أشهدكم أني إن افترقت فلا آخذ من الصدقات التي أباحها الله

(١) أنظر مختصر ابن عرفة الفقهي جـ ٢ ورقة ٦٤ وجه مخطوط بدار الكتب الوطنية تونس تحت رقم ١٢١٤٧.
(٢) دار قدامة: هي دار ابن مظعون في حق بني سهم ثم آلت إلى ربع بني جمح. راجع في ذلك أخبار مكة جـ ٢ ص ٢٧٣، ٢٦٤.
(٣) رجل له قدرة هكذا صحح بهامش - م -.
(٤) في - م - للشرط وهو تصحيف ظاهر.
(٥) في - م - يلزم وهو تصحيف ..

1 / 300