312

وقد حكي عن تذكرة الذهبي أن النسائي لما صنف الخصائص لعلي(عليه السلام)طالبوه أن يصنف في فضائل معاوية فقال: لا أعرف إلا « لا أشبع الله بطنه » فداسوا خصييه حتى آل أمره إلى الموت من ذلك. هذا معنى الرواية ولعلها نقلت من نسخة مخطوطة، أما المطبوعة فهي كما ذكرت ولكنها تدل على المقصود.

وفي ترجمة محمد بن جرير وهو من رواة فضائل عديدة، وله مؤلف في حديث الغدير، وصحح حديث: « أنا مدينة العلم وعلي بابها » وحديث الثقلين وفيه: « لن يفترقا ».

قال الخطيب في تاريخه ( ج 2 ص 164 ) بسنده عن ابن خزيمة: ما أعلم على أديم الأرض أعلم من محمد بن جرير ولقد ظلمته الحنابلة، سمعت أبا حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي بنيسابور يقول: سمعت حسينك، واسمه الحسين ابن علي التميمي، يقول: لما رجعت من بغداد إلى نيسابور سألني محمد بن إسحاق ابن خزيمة فقال لي: ممن سمعت ببغداد ؟ فذكرت له جماعة ممن سمعت منهم، فقال: هل سمعت من محمد بن جرير شيئا ؟ فقلت له: لا، إنه ببغداد لا يدخل عليه لأجل الحنابلة وكانت تمنع منه. انتهى.

هذه السطوة للعثمانية في بغداد وهي عاصمة الدولة العباسية، وذلك لأنها قد كانت تأسست مذاهبهم من عهد الأموية وانتشرت في بلاد الإسلام، وصارت السياسة العباسية تساعدها في بعض أو تجاملها في بعض.

صفحه ۳۱۸