130

وليس من هذا القبيل حديث: ( إن الله تعالى خلق آدم على صورة الرحمن )(1)[81]). وحديث ( إنه يأتي يوم القيامة في صورة ينكرونها، فيقولون لست ربنا، ثم يأتي في صورته فيعرفونه ) أو نحو هذا، فالكلام هنا واضح أنه مسوق لإثبات الصورة، فلهذا كان تأويله تعسفا وكان رده أقرب للحق والإنصاف. وإذا كانوا يضعفون الراوي بالرواية المنكرة عندهم في فضائل علي(عليه السلام) لأنها تدل على تقديمه في الإمامة، أو في الفضل على أبي بكر وعمر، أو لأنها تدل على أن من عاداه فهو عدو الله، لأنه يلزم منها تأثيم معاوية وجعله عدو الله، أو لأنه روى: « إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه »(2)[82]) فكيف لا يضعف من يروي ما ينكره العقل، ويخالف ظاهره المعلوم ولا يمكن تأويله إلا بتعسف ؟ مع أنه لا ضرورة تلجئ إلى التعسف الذي لا يرضاه ضمير المنصف.

صفحه ۱۳۳