نقل أهل السير أنه لما أراد الله انجاز وعده، واظهار دينه، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموسم الذي لقي فيه الأنصار فعرض نفسه كما كان يفعل، فبينا هو عند العقبة القصوى لقي وهطا من الخزرج فسألهم فقالوا: نحن الخزرج، وهذا الاسم كان غالبا على الأوس والخزرج جميعا اذ ذاك فدعاهم إلى الله والى الاسلام وكانوا يسمعون ذكره من اليهود في المدينة، فقلبوا منه، وكانوا ستة نفر، - وقيل سبعة أو ثمانية -: أبو أمامة أسعد بن زرارة، وعوف، ومعاذ بن 41
الحارث، وهما ابنا عفراء، هؤلاء من بني النجار، وسمي نجارا لأنه ضرب رجلا فنجره - واسمه العتر في قول الكلبي - ورافع بن مالك بن العجلان من بني زريق، ومن بني سلمة قطبة بن عامر، ومن بني حرام عقبة بن عامر، ومن بني عبيد علي بن جابر بن عبد الله بن رئاب، وقيل: كلاهما حضرا، فلما قدموا المدينة ذكروا ذلك لقومهم ودعوهم إلى رأيهم فلم تبق دار من دور الأنصار إلى وفيها ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي السنة الثانية حضر منهم الموسم اثنا عشر رجلا، وفي الاكليل: أحد عشر رجلا انضاف اليهم عبادة بن الصامت، وعباس ابن عبادة بن نضلة، وأبو الهيثم بن التيهان، وحليف لبني عمرو بن عوف؛ فبايعوه بيعة النساء على أن لا يشركوا بالله شيئا إلى آخر الآية.
وكان جميع هذا قبل نزول الفرائض ما عدا التوحيد والصلاة، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير معهم ليفقههم في الدين ويعلمهم الاسلام وقرئهم القرآن ، فلهذا سمي المقرئ، وهو أول من سمي به.
وقيل: انما أرسله بطلبهم من يعلمهم، فنزل على أسعد بن زرارة وكان يصلي بهم.
صفحه ۴۱