108...ونقل أبو شامة أن هذه السنة غرق أكثر أهل بغداد وتهدمت دار الوزير وثلاثمائة وثمانون دارا، ودخل الماء دار الخليفة، وفسد من خزانة السلاح شيء كثير، وأشرف الناس على الهلاك، وصارت السفن في أزقتها.

وفيها أيضا في جمادى الآخرة ليلة الأربعاء الثالث منه ظهر بالمدينة دوي عظيم ثم زلزلة عظيمة أرعجت المدينة والحيطان واستمرت ساعة بعد ساعة إلى يوم الجمعة خامس الشهر المذكور، ثم ظهرت نار عظيمة اشعالها أكثر من ثلاث منائر (1) - وسيأتي بقية الكلام عليها في ذكر وادي الشظاة - وقد نظم بعضهم ذلك وأصلحه الشيخ شهاب الدين أبو شامة منبها على أن الأمرين في سنة بقوله: سبحان من أصبحت مشيئته جارية في الورى بمقدار في سنة أغرق العراق وقد أحرق أرض الحجاز بالنار (2) قال أبو شامة: وعد ما وقع من هذه النار الخارجة وحريق المسجد من جملة الآيات، وكأنها منذرة بما يعقبها من الكائنات - يعني أخذ بغداد، وقتل الخليفة والله أعلم - وسقفوا في سنة خمس...

صفحه ۱۰۸