أن يكن معه دعوى الرسالة وإنما قولنا: أن من شرطه أن يكون معه دعوى الرسالة، لأن الباريء تعالى قد يخرق العادات وينقضها على أيدي الصادقين دون دعوى رسالة يدعونها. فلا يكون ذلك معجزا، مثل ما يخرق العادات وينقضها بكرمات (¬1) الأولياء والصالحين ممن ليس بنبي ولا رسول. وقد ينقضها عند كثير من الناس، على أيدي الكذابين، ما لم يدعوا رسالة (¬2)، مثل ما روي (¬3) أنه ينقضها على يدي الدجال فيما يظهر أنه سبق معد من الماء والنار والطعام، وهو يدعي الربوبية، ولو ادعى الرسالة، لم يظهر ذلك على يديه، لأنه إذا ادعى الربوبية. ففيه من صفات الحدوث ما يبطل دعواه. ولو ادعى النبوة وأظهر له هذه الأمور الخارقة للعادة، لم يكن لنا طريق إلى معرفة كذبه، واوجب أن يكون ذلك تصديقا له. والله تعالى لا يصدق الكاذبين.
/ص 12/ فصل رابع
" أن يتحدى به من هو دليل عليه"
صفحه ۸