رضي الله عنه الحمد لله الذي أنار شبهات. (¬1) الحق، وأطفأ شبهات الباطل، واختصنا بالنبي المرسل بالدليل، والهادي إلى السبيل،_ صلى الله عليه وسلم_ وعلى جميع اخوانه من المرسلين، وسلم تسليما_ وقفت على ما كتب به الفقيه. (¬2) القاضي الأجل، شيخنا وكبيرنا وأمامنا، الذي نفزع إليه في المشكلات، ونعتمد عليه في ما أهمنا من أمور معرفة توحيد خالقنا، وصفاته التي بأن بها عن جميع المخلوقات_ أدام الله للمسلمين توفيقه وتسديده، وما من. (¬3) عليهم منه من البصيرة. (¬4) والهداية، من خطأ المخطئين، وعمى العامين. /ص103/ فكل ما جاوب به_ مما يتعلق بالكلام في المعجزات صحيح بين ظاهر لمن أنصف من نفسه، وراجع بصيرته، فهو الحق الذي يرد، والجلي الذي لا عنه يصد. وقد أجمع علماؤنا الذين بهم نقتدي، أن من أثبت فضيلة لصاحبي. (¬5) أو تابعي. (¬1)، وأقسام عليها دليلا، كان واجبا علينا امتثال ما أثبته. فكيف وقد صح الحديث الذي ذكره الفقيه القاضي؟_ أدام الله تأييده وعونه، ونصره في معجزة الرسول، _ صلى الله عليه وسلم_. رواه الشعبي، وأخرجه ابن أبي شيبة في بعض مصنفاته. والذي يدل على صحة ما اختاره في اثبات المعجزة، وأنه_ رضي الله عنه_ لا درك عليه فيما أثبته، أنه قسم المعجزات: شرائلها، وفصلها بدلائلها، وذكر ما يعرف منها ضرورة، وما يعرف بالدليل، مما لا مجال فيه لعالم_ أرشده الله ووفقه_ وذلك أنه_ أعني الفقيه القاضي مكن الله وطأته (¬2) وثبت بنور الهدى (¬3) حجته_. /ص104/ لما رأى الحديث الذي في أمر القضية في غزاة الحديبية، واختلاف ألفاظ الحديث من قوله:_ صلوات الله عليه_ لعلي رضوان الله عليه. ("أرني مكانه فمحاه فكتب محمد بن عبد الله") فهذا مما يدل لظاهره على أنه عليه السلام_ هو الكاتب، ولا معنى للعدول عن هذا الظاهر، ولا سيما والفقهاء إذا رووا حديثين لا يكون أحدهما (¬4) ناسخا (¬5) للآخر. وفي أحدهما اثبات، وفي الآخر نفي، حملوا ما فيه الاثبات، وأطرحوا ما فيه نفي (¬6)، وان تساوي (¬7) الحديثان، حمل كل واحد منهما على فائدة مجردة. /ص105/ وان تعارضا سقطا جميعا، وسلم لنا ما فيه الفضيلة، والذي يدل على أنه_ عليه السلام_ كتب موته قوله تعالى_ (العنكبوت_ 48). الذي يدل عليه ظاهر الآية من دليل الخطاب، (¬1) وان كان القاضي الجليل أبو بكر بن الطيب (¬2) امام الأمة_ رضي الله عنه_ /ص106/ ذهب إلى ترك القول بدليل الخطاب وصيغة العموم (¬3) وقد قال بهماأئمة الأمصار، من مالك (¬4) /ص107/ إلى أبي القاسم (¬1) بن سلام_ رضي الله عنهم_ ومكانه من اللغة ومعرفة اللسان، وتوجيه الحديث المكان الذي لا يخفي على ذي بصيرة في دينه. ومن راجع الحق واعترف بالصواب، نجا من الفجاج بالآية، أنه كتب بعد بعثته، لقوله تعالى (العنكبوت_ 48). لأن ما أراد الله تعالى من اثبات فضيلته وابانته عمن بعث إليه في زمنه من نفي الكتابة عنه_ عليه السلام_ ما تعلم من أحد ولا قرأ، ولا كتب، ولا خالط من يعرف بالكتابة حتى يتعلم منه. /ص108/ وإذا جاز أن يكون_ عليه السلام_ يقرأ بعد أن لم يقرأ، ويكون ذلك معجزة له، جاز أن يكتب بعد أن لم يكن يكتب، وتكون الكتابة له معجزة، وهذا كله أراده منه جل جلاله في اثبات الحجة على قريش من أن من أتى بهذا الكتاب الجليل العظيم الذي_ (فصلت_ 42). من غير كتابة ولا دراسة، يجب أن يكون خارقا للعادات، واردا من عند مبدع السماوات، فاذ قد ثبت ما قررناه من الاحتجاج بالآية، وأنه لم يكتب قبل بعثه، كانت الكتابة فيه فضيلة بعد البعثة وزيادة معجزة. وقد قال في بعض جوابه_ رضي الله عنه_ أن صح الحديث فهو حجة (¬2)، فلا معنى لمن قابل قوله بالرد والتشنيع القبيح الذي لا يليق مثله بذوي البصائر، فضلا عمن تصدر لتدريس الحديث ومعرفة معانيه في جميع الأمصار، (¬1) /ص109/ فلو نهضوا نحو الفقيه القاضي ليتعلموا منه أوائل المفترضات، ومعرفة خالفهم، وما خصنا به جميع أهل السنة (¬2) والاثبات، لكان بهم أحرى ولما ندبوا (¬3) إليه أولى، ولكن سبق المثل: (من جهل شيئا عاداه)_ و(حب الشيء يعمي ويصم) (¬4) هذا ما حضرني من الجواب فيما أورده الفقيه القاضي_ أيده الله_، وان كنا لا نبلغ سبقه وشأوه، فنحن وهو في هذا العلم وغيره من جميع العلوم كما قال الأول (¬5) /ص110/ وابن اللبون (¬6) إذا ما لز (¬7) في قرن (¬8) لم يستطع صولة البزل (¬9) القناعيس (¬10) اسأل الله تعالى، أن يمن علينا بالهداية والانابة إلى قول الحق والعمل به، وصلى الله على محمد وآله، وهو حسبي ونعم الوكيل.
تم كلام الحسن بن علي التميمي المصري
رضي الله عنه.
/ص111/ الجواب الثاني
/ص112/جواب عبد الله بن الحسن البصري
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما
قال عبد الله بن الحسن البصري
صفحه ۷۷