تحکیم عقول در تصحیح اصول
تحكيم العقول في تصحيح الأصول
ژانرها
قلنا: وهذه مكابرة تدفعها العقول، ويشهد كل عاقل ببطلانها لعلمهم أن الجراح والقتل حل بالمقتول لا بالقاتل.
ويقال لهم: ما تقولون في خلق الله تعالى الكفر في الكافر ثم بعث إليه رسولا، أيصح من الرسول أن يغير ذلك وإن بذل جهده؟.
فإن قالوا: لا، قلنا: فهل يصح من الكافر أن يتركه؟ فإن قالوا: لا، قلنا: فلو لم يخلق الله تعالى الكفر فيهم ولم يبعث إليهم رسولا، أليس كانوا مؤمنين؟ فإن قالوا: بلى، قلنا: فأي معنى للرسول والكتاب والعظة والدعاء والأمر بالمعروف والجهاد على هذا القول.
ويقال لهم: أليس العقل يفرق بين المضطر والمكتسب؟ فلا بد من: بلى، فيقال: فأي فرق بينهما على قولك، فإذا كان المضطر لا تكليف عليه فكذلك المكتسب؛ لأن في الحالين قد فعل القادر من الخلق والإحداث ما لا يمكنه الإنفكاك عنه، فإذا كان من هو في إحدى الحالين مضطرا لا تكليف عليه فكذلك في الثاني.
فإن قالوا: مع الكسب قدرة واختيار.
قلنا: أليس ذلك من خلقه تعالى وأن القدرة موجبة؟ فلا بد من: بلى، فيقال: فإذا هذا يريده اضطرارا؛ لأن في المضطر أمر واحد موجب والمكتسب موجبه، فلا بد من: بلى موجبة أمور جمة كل واحد منهما موجب.
ويقال لهم: أليس عندكم أنه تعالى يخلق الكذب في العبد؟ فلا بد من: بلى، فيقال: فلم لا يجوز أن يفعله متفردا به، ولم لا يجوز أن يأمر به.
ويقال لهم ما قاله الشيخ أبو الهذيل لحفص الفرد: هل في المعلوم إلا الله أو خلقه من الموجودات؟.
- قال: لا.
- قال: فالله عذب الكافر على نفسه؟.
- قال: لا.
- قال: فعذبه على خلقه؟.
- قال: لا.
- قال: فهل هاهنا شيء غيرهما؟.
- قال: لا.
- قال: فكأنه عذبه على غير شيء.
صفحه ۱۰۸