تحکیم عقول در تصحیح اصول
تحكيم العقول في تصحيح الأصول
ژانرها
مسألة في القرآن وسائر كلام الله تعالى
لا خلاف بين الأمة أنه تعالى مكلم وأن له كلاما، بل كل من أثبت الصانع أقر به ثم اختلفوا، فمنهم من قال: متكلم لذاته.
ومنهم من قال: بكلام قديم ليس من جنس كلامنا، وليس هو حروف ولا أصوات، وإن ما يتلى من القرآن بلغة العرب والتوراة والإنجيل ليس بكلامه، وإنما الكلام صفة له قائمة بذاته.
ومنهم من قال: إن ما يتلى من السور والآيات كلامه، وهو مع ذلك كلام قديم.
والذي يقول مشايخنا: إن كلامه تعالى من جنس كلامنا حروف منظومة، وإن المتكلم هو فاعل الكلام، فإذا خلق الله تعالى كلاما في محل كان هو المتكلم به، كما خلق في الشجرة فسمع موسى - عليه السلام - وأن القرآن هذه السور والآيات بلغة العرب كلامه، وهو محدث قاله حين بعث النبي - صلى الله عليه وآله - وأنزله وليس بقديم.
وهل يوصف بأنه مخلوق؟. اختلفوا، فالأكثر على أنه يوصف به؛ لأن الخلق هو التقدير، فالله تعالى أنزله مقدورا فيوصف به، ومنهم من قال: فيه إلهام ولا يطلق مع قوله: إنه محدث.
ويقال لهم: الكلام في تصحيح المذهب وإفساده يبتني على قوله معقولا؛ لأن ما لا يصح أن يعقل لا يمكن اعتقاده، ولا الكلام في صحته وفساده، ولا يكون نفيه أولى من إثباته، ويؤدي إلى جهالات كثيرة، وفي الشاهد المعقول من الكلام وهو هذه الحروف المنظومة والأصوات المقطعة، فإذا لم يكن عندك الله متكلما بهذا الجنس فهو إذا ليس بمتكلم أصلا.
ويقال لهم: الذوات لا تخلو إما أن تعلم مشاهدة أو بفعله أو حكمه، وهذا الذي يقولونه غير مشاهد ولا بفاعل ولا له حكم فلا يصح إثباته.
صفحه ۱۴۵