تحکیم عقول در تصحیح اصول
تحكيم العقول في تصحيح الأصول
ژانرها
ويقال لهم: هل يصح أن يخبر تعالى عن غير ما أخبر أو يأمر بغير ما أمر به أم لا؟.
فإن قالوا: لا يقدر.
قلنا: هذا خلاف دين المسلمين وتعجيز لله سبحانه.
وإن قالوا: يقدر.
قلنا: إذا استحال أن يتغير كونه مريدا كيف يكون مخبرا أو آمرا.
ويقال لهم: ما أراده الله تعالى هل يصح أن يكرهه؟.
فإن قالوا: لا.
قلنا: وصفتم الله تعالى بالعجز، ولأن من حق القادر على الشيء إذا صح أن يريده صح أن يكرهه على البذل.
وإن قالوا: نعم.
قلنا: كيف يصح والإرادة من صفات الذات.
ويقال لهم: إذا صح أن يريد القبائح صح أن يرضاها ويحبها.
فإن قالوا: يصح.
قلنا: هذا رد لصريح الكتاب في قوله: ?ولا يرضى لعباده الكفر?[الزمر:7]، وقوله: ?والله لا يحب الفساد?[البقرة:205].
وإن قالوا: لا يحب ولا يرضى، قلنا: فوجب أن لا يريد، وتبطل بذلك جميع عللهم في أنه لو وجد ما لا يريده لأوجب نقضه.
ويقال: هل يجوز أن يريد العبد شيئا لا يريده الله تعالى أم لا؟.
فإن قالوا: لا وهو المذهب.
قلنا: يبطل بقوله تعالى: ?تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة?[الأنفال:67]، وقوله: ?يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم?[النساء:26]، ?ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما?[النساء:27].
ويقال لهم: ما الذي أراد الكفار؟.
فإن قالوا: الكفر.
قلنا: فما الذي أراد النبي - صلى الله عليه وآله -؟.
فإن قالوا: الإيمان.
قلنا: فما الذي وجب على العبد؟.
فإن قالوا: ما أراد النبي.
قلنا: فهذا تصريح بوجوب مخالفة الله سبحانه.
وإن قالوا: ما أراد الله.
قلنا: هذا صريح بوجوب الكفر.
صفحه ۱۲۷