قلت وبالله التوفيق: وذلك لا يخلو إما أن يكون جزعا من حبس عبد الله بن الحسن، أو يكون خوفا من أن يأخذها الظلمة، فينفقونها في المعاصي، وظنا -عليهما السلام- أن حبس عبد الله بن الحسن عليه السلام كان مبتدأ به في الغشم عليهم، والظلم لايصح أن يكون جزعا؛ لأن الجزع معصية، وإضاعة المال معصية، وهما عليهما السلام من الأخيار البررة الأطهار، وحملهما على ذلك سوء ظن بهما، وهو لا يحل، بقي أن يكون خوفا من أن يأخذها الظلمة فينفقونها في المعاصي، فكان الضياع للمال أهون من أن يأخذوه؛ لأنهم يتقوون به في المعاصي، فصار الضياع مباحا للضرورة، فافهم ذلك.
صفحه ۳۲۸