============================================================
روضة من رياض الحزن أو طرف من القرية حزن غير تحروث أخلى وأشهى لعيني إن مررث به من كرخ بغداذذي الرمان والتوث1.
فهذان البيتان أوردهما الحريري دون نسبة (1)، في حين نسبهما ابن منظور في التهذيب نقلا عن ابن بري.
وما سبق بيانه من منهج ابن منظور هوديدنه في التهذيب، في غالب المواضع، وهو بهذا متفق مع منهجه الذي أبان عنه في مقدمة كتابه حين قال:1 ولم أترك من الكتاب إلا إما تعليل لغة فهي في الكتب مبسوطة، أو حكاية ليست بهذا الغرض منوطة". ولكن هذا المنهج على الرغم من شيوعه في التهذيب، إلا أن ابن منظور خالفه في عدة مواضع، وبصور مختلفة.
فمن ذلك أن حذفه من التعليل يكون أحيانا يحلا ومبؤثرا في فهم المراد، فنرى الحريري مثلا يقول:" ويقولون: هو سداد من عوز، فيلحنون في فتح السين كما لحن هشيم المحدث فيها، والصواب أن يقال بالكسر، وجاء في أخبار النحويين أن النضر بن شميل المازني استفاد بإفادة هذا الحرف ثمانين ألف درهم ومساق خبره ما آخبرنا به أبو علي بن أحمد التستري..." ثم ساق حكاية طويلة (2). أما ابن منظور فقد اكتفى في مادة (سدد) بقوله: 17 يقولون: هو سداد من عوز، فيلحنون في فتح السين كما لحن فشيم المحدث فيها، والصواب أن يقال بالكسر".
وقد كان من الأولى والمناسب حذف تلك الحكاية لطولها، أما غير المناسب فهو احام اسم (هشيم) في إشارة إلى قصة لم يشر إليها، والبديل الآخركان اختصار القصة والاكتفاء بموضع الشاهد منها.
ومثل ذلك قول الحريري:" ويقولون في الأمر للغائب والتوقيع إليه: يعتمد ذلك، بحذف لام من الفعل، والصواب إثباتها فيه وجزمه بها لثلا تلتبس الكلمة بصيغة الخبر وتخرج عن حيز الأمر، وعلى ذلك جاءت الأوامر في القرآن وفصيح الكلام والأشعار فأما قول الشاعر: (الوافر] (1) الدرة (و) ص 39، والدرة (ض) 87، والدرة (ك)66.
(2) الدرة (و) ص 64-65، والدرة (ض) 141-142، والدرة (ك) 107-105.
صفحه ۴۷