============================================================
لفظتين، وتقديره: مذبذبين بين الفريقين، وقد كشف سبحانه هذا التأويل بقوله: لا إلى هؤلاه ولا إل هتؤلاة).
بينما الحريري كان قد أورد في الدرة بعد ذلك ما يلي: : ونظيره لفظة أحد في قوله تعالى: (لانفرقبيبأحدرمنرسلوء [سورةالبقرة:285/2] وذلك أن لفظة أحد ستغرق الجنس الواقع على المثنى والجمع وليست بمعنى واحد بدليل قوله تعالى: يننساء النبي لسين كأحدرمنالنساه) (سورة الاحزاب:32/33] وكذلك إذا قلت: ما جاءني أحد فقد اشتمل هذا النفي على استغراق الجنس من المذكر والمؤنث وللمثنى والمجموع، فإن اعترض معترض بقول امرئ القيس: بين الدخول فحومل، فالجواب أن الدخول اسم واقع على عدة أمكنة فلهذا جاز أن يعقب بالقاء كما يقال: المال بين الإخوةفزيد، ومثله قوله تعالى: (يزجىسحابائميؤلفبيته [سورة النور:43/24] وإنما ذكر السحاب وهو جمع لأنه من قبيل الجمع الذي بينه وبين واحده الهاء وهذا النوع من الجمع مثل الشجر والسحاب والنخل والنبات يجوز تذكيره وتأنيثه، كما قال سبحانه في سورة القمر ( كانهم أعباز تخل منقعر ال)* [سورة القمر:20/94] وقال تعالى في سورة الحاقة ( كاتهم أعجاز نخلي خاوية () [سورة الحاقة:7/69] قال الشيخ الرئيس أبو محمد رضي الله عنه: وأظن أن الذي وهمهم لزوم تكرير لفظة (بين) مع الظاهر ما رأوه من تكريرها مع المضمر في مثل قوله عز وجل: هذافراق بينيويينك} [سورة الكهف:78/18) وقد وهموافي المماثلة بين الموطنين وخفي عليهم الفرق الواضح بين الموضعين، وهو أن المعطوف في الآية قدعطف على المضمر المجرور الذي من شرط جواز العطف عليه عند النحويين من أهل البصرة تكرير الجار فيه كقولك: مررت بك وبزيد، ولهذا لحنواحمزة في قراءته وأتقوا الله الذى تسلة لون بوه والأرحام (سورة النساء:1/4] حتى قال أبو العباس المبرد: لو أني صليت خلف إمام فقرأ بها لقطعت صلات، ومن تأول فيها لحمزة جعل الواو الداخلة على لفظة الأرحام واو القسم لاواو العطف. وإنما لم نجز البصريون تجريد العطف على المضمر المجرور لأنه لشدة اتصاله بما جره يتنزل منزلة أحد حروفه أو التتوين منه، فلهذا لم يجز العطف عليه كما لا يجوز العطف على التنوين ولاعلى أحد 3
صفحه ۴۵