============================================================
واذاسكر هذي وإذا هذي افترى فأحده حد المفتري، فاستصوب عمر رأيه وأخذ وقدجاءت في لغة العرب ألفاظ نحصث في الاستعمال في الشردون الخير كلفظة هافت التي لا تستعمل إلا في المكروه والحزن، وكلفظة أشفى التي لاثقال إلا لمن اشرف على الهلكة، وكالأرق الذي لا يكون إلا في المكروه ، لأن السهر يكون في الكروه والمحبوب، وكقولهم في مدح الميت: التأبين، ولكل ما يثور للضرر: هاج، ولأخبار السوء: صاروا أحاديث، وللمذموم ممن يخلف: خلف، وللمتساويين في الشر: سواس وسواسية، كماجاء في المثل: سواسية كأسنان الحمار، وكما قال الشاعر: (الكامل] ودسواسيةكأنأنوفهم بعرينظمهالصبي بملعب لايخطبون إلى الكرام بناتهم وتشيب أيمهم ولما تخطب وقد اختلف في سواسية، فقيل: هوجمع سواء، وقيل: بل وضمت موضع سواء...1(1) فلم يذكر ابن منظور الألفاظ المذكورة لا في بابها ولا في باب الفوائد، مع أنه ذكر في باب الفوائد ألفاظا خصت في الاستعمال في حال دون حال، وهي مذكورة في الدرة في ذات الموضع، فقد ذكر ابن منظور ألفاظا مثل: واستعملوا لفظة أزتفت بمعنى انهمته في المفاضح دون المحاسن. واستعملوا الهنات والهنوات في الكناية عن المكرات. ومما لا يستعمل إلا في الشر قولهم: نددبه وسمع به. وقولهم: قيضله كذا، ومثله: (وببآمويغضبتبالله} [سورةالبقرة:61/2] أي: رجعوا. ولم يأت في القرآن لفظ الإمطار ولا لفظ الريح إلا في الشر، وكسما لم يأت لفظ الرياح إلا في الخير...11.
واحتمال أن تكون هذه الألفاظ قد سقطت من ابن منظور سهوا وعن غير عمد، احتمال قائم، ولكنه يبقى في كل الأحوال مأخذا عليه رحمه الله.
(1) الدرة (و) 21، والدرة (ض)46، والدرة (ك)36.
34
صفحه ۳۶