307

والتمني: مصدر تمنى تمنيا، وقيل: هو من جنس الأقوال، وهو قولهم: ليت لي مالا، هكذا ذكره أهل اللغة والنحو، وهو قول أبي علي، وقيل: هو معنى في القلب، عن أبي هاشم، والأول أصح.

و (ليت) أصل في أداة التمني، ثم يقام الاستفهام مقامه كقوله تعالى: (فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا)

وكقولهم: ألا ماء فأشربه.

و (دون): يستعمل على ثلاثة أوجه: دونه في المكان، ودونه في الشرف، ودونه في الاختصاص، وهو المراد بالآية.

والموت: ضد الحياة، وقيل: هو عرض يضاد الحياة، عن أبي علي وهو الصحيح، وقيل: بمعنى ولكن عبارة عن بطلان الحياة، عن أبي هاشم.

* * *

(النزول)

قيل: لما ادعت اليهود دعاوي باطلة، كقولهم: (لن تمسنا النار إلا أياما معدودة)

(لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى)، و(نحن أبناء الله وأحباؤه)

قيل لهم: فتمنوا الموت إن كنتم صادقين في هذا ومثله نزلت الآية، عن قتادة وأبي العالية والربيع، وأكثر أهل العلم، وقيل: لما جادلوا النبي - صلى الله عليه وسلم - قيل: فتمنوا الموت أي ادعوا الموت على أي الفريقين أكذب، عن ابن عباس - رضي الله عنه -.

* * *

(المعنى)

صفحه ۴۹۸