(الأحكام)
يدل قوله: وعملوا الصالحات أن لهم جنات على أن العمل مشروط في استحقاق الجنة وثوابها، فيبطل قول المرجئة.
وتدل على أن للعبد فعلا؛ لذلك قال: آمنوا فيبطل قول المجبرة في المخلوق [*].
ويدل قوله: خالدون على أن الجنة وأهلها دائمون خلاف قول جهم.
وتدل على الترغيب في الأعمال الصالحة التي هي سبب الوصول إلى الجنة.
واختلفوا في الجنة أهي مخلوقة أم لا؟ فالأكثر على أنها مخلوقة، وقيل: غير مخلوقة يخلقها يوم القيامة، لقوله: (أكلها دائم) ولو كانت مخلوقة لفنيت لا محالة قبل يوم القيامة، عن أبي هاشم.
وتدل على أن في الجنة الطعام والثمار والأزواج خلاف قول الباطنية.
قوله تعالى: (إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين (26)
* * *
(القراءة)
قرأ ابن كثير في رواية شبل يسحي بياء واحدة، والباقون بياءين، وهو الاختيار؛ لأنه الأصل، ولأنه إذا اعتل لام الفعل فإنه لا ينبغي أن تعتل عينه، فيجتمع على الكلمة الواحدة اعتلالان؛ لأنه إخلال، ولأن أكثر القراء عليه، ولأنها لغة قريش وأهل الحجاز، وأما الياء الواحدة فللاختصار استثقالا لاجتماع الياءين، وهي لغة تميم.
صفحه ۲۹۴