372

تهذيب الآثار

تهذيب الآثار

ویرایشگر

محمود محمد شاكر

ناشر

مطبعة المدني

محل انتشار

القاهرة

ژانرها

حدیث

وأما إذا لم يكن سبب يدعو المسلمين إلى القنوت فى كل صلاة إما لنائبة أو نازلة بهم عامة أو خاصة فترك القنوت فى كل الصلوات المكتوبات خلا صلاة الصبح هو الحق

وذلك لصحة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ترك القنوت الذى كان يقنته فى كل صلاة مكتوبة بعد دخول القوم الذين كان يقنت عليهم فى الإسلام إلا فى صلاة الصبح فإنه فيما ذكر أنس بن مالك لم يزل يقنت فيها حتى فارق الدنيا

ولا شك أن دعاءه فى ذلك كان على غير الذين دخلوا فى الإسلام فترك القنوت والدعاء عليهم فى كل صلاة

فإن قال قائل فإنك قد صححت حديث أنس بن مالك وقلت به فى جواز القنوت فى صلاة الصبح فى كل حال وتركت القول بخير طارق بن أشيم الأشجعى مع قولك بتصحيحه وخلاف خبره خبر أنس

قيل له ليس الأمر فى ذلك كالذى ظننت بل نحن قائلون بتصحيحهما وتصحيح العمل بهما

فإن قال وكيف تكون مصححا لهما وللعمل بهما وأحدهما يخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لم يزل يقنت حتى فارق الدنيا والآخر منهما يخبر عنه أنه لم يره قنت وكلاهما قد صلى معه

قيل إنا لم نقل إنه لابد من القنوت فى كل صلاة صبح وإنما قلنا القنوت فيها حسن فإن قنت فيها قانت فبفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمل وإن ترك ذلك تارك فبرخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ

صفحه ۳۸۷