36

Tahdheeb al-Athar Musnad Ali

تهذيب الآثار مسند علي

پژوهشگر

محمود محمد شاكر

ناشر

مطبعة المدني

محل انتشار

القاهرة

ژانرها

: فَعَادَى عِدَاءً بَيْنَ ثَوْرٍ وَنَعْجَةٍ دِرَاكًا، وَلَمْ يَنْضَحْ بِمَاءٍ فَيُغْسَلِ، وَأَمَّا الْعِدْوَةُ وَالْعُدْوَةُ، فَإِنَّهَا السَّاحَةُ وَالْفِنَاءُ، وَمِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿«إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا، وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى»﴾ [الْأَنْفَال: ٤٢]، وَأَمَّا أَعْدَاءُ الطَّرِيقِ، فَإِنَّهَا أَرْجَاؤُهُ وَنَوَاحِيهِ، وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: [الْبَحْر الْبَسِيط] تَسْتَنُّ أَعْدَاءَ قِرْيَانٍ تَسَنَّمَهَا ... غُرُّ الْغَمَامِ، وَمُرْتَجَّاتُهُ السُّودُ وَأَمَّا قَوْلُهُ ﷺ «وَلَا صَفَرَ»، فَإِنَّهُ فِيمَا حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ مَعْمَرِ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ يَعْنِي الْجَرْمِيَّ: سُئِلَ رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ عَنِ الصَّفَرِ، فَقَالَ: «هِيَ حَيَّةٌ تَكُونُ فِي الْبَطْنِ، تُصِيبُ الْمَاشِيَةَ وَالنَّاسَ» قَالَ: وَهِيَ أَعْدَى مِنَ الْجَرَبِ عِنْدَ الْعَرَبِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: وَيُقَالُ: إِنَّ قَوْلَهُ: «وَلَا صَفَرَ»، إِبْطَالٌ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ مَا كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ، يَفْعَلُونَهُ مِنْ تَأْخِيرِهِمُ الْمُحَرَّمَ إِلَى صَفَرَ فِي التَّحْرِيمِ وَالصَّوَابُ عِنْدِي مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ مَا قَالَهُ رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ، وَمِنَ الشَّاهِدِ عَلَى تَصْحِيحِ قَوْلِهِ فِي ذَلِكَ قَوْلُ أَعْشَى بَاهِلَةَ فِي صِفَةِ رَجُلٍ: [الْبَحْر الْبَسِيط] لَا يَشْتَكِي السَّاقَ مِنْ أَيْنٍ وَلَا وَصَمٍ ... وَلَا يَعَضُّ عَلَى شُرْسُوفِهِ الصَّفَرُ وَأَمَّا قَوْلُهُ ﷺ: «وَلَا هَامَةَ»، فَإِنَّ الْهَامَةَ طَائِرٌ، قِيلَ: إِنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تُسَمِّيهِ الصَّدَى، وَقِيلَ: «إِنَّهُ ذَكَرُ الْبُومِ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ» وَأَشْبَهُ ذَلِكَ عِنْدِي

3 / 38