110

صلاة الجمعة

إن من يمعن النظر في الشريعة المطهرة يجدها تهدف إلى إصلاح الفرد والمجتمع، فمثلا فرض الله صلاة الجمعة، وأمر بالسعي إليها والاستماع إلى خطبتها بإنصات وأدب منقطع النظير؛ لما لها من أثر كبير في معالجة أمراض القلوب من أدران الذنوب، ففيها يتذكر المتذكر ويتعظ المتعظ، وفيها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي بمثابة مؤتمر أسبوعي يناقش فيه المسلمون همومهم ومشاكلهم، وما يقوي عرى الأخوة الإسلامية.

وهي فرض عين على كل مسلم لقوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون}[الجمعة:9] إلا على الصبي والمرأة والمريض والعبد والمسافر، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ((الجمعة واجبة على كل مسلم إلا على مملوك أو امرأة أو صبي أو مريض)) وفي رواية: ((الجمعة واجبة إلا على صبي أو مملوك أو مسافر)) ولا تجب صلاة الجمعة إلا مع وجود الإمام العادل، فأما في عصر الظلمة والفساق فلا يتحتم وجوبها، ويجزئ المسلم أن يصلي ظهرا ، وقد ذهب إلى اشتراط الإمام العترة وأبو حنيفة، لقوله : ((ألا من ترك الجمعة وله إمام عادل أو جائر ألا لا جمع الله شمله، ألا لا بارك الله له)) وحديث: ((أربعة إلى الولاة الحدود ، والجمعة، والزكاة، والجهاد))، والمراد بالإمام الجائر: الجائر في باطن أمره أما في ظاهر الشرع فهو يحكم بالشرع، والمراد بالولاة في الحديث الثاني: الولاة العادلون، ومن صلاها ولم يوجد إمام عادل ولم يدع فيها للظلمة والفسقة فالظاهر أنها تجزئه عن الظهر إذا كان إمام الصلاة والخطيب مواليا ومنتسبا لأهل الحق، ومعتقدا لولاية أهل البيت .

صفحه ۱۱۰