[71] وبهذا جمع ارسطو بين الوجود المحسوس والوجود المعقول وقال ان العالم واحد صدر عن واحد وان الواحد هو سبب الوحدة من جهة وسبب الكثرة من جهة ولما لم يكون من قبله وقف على هذا ولعسر هذا المعنى لم يفهمه كثير ممن جاء بعده كما ذكرنا . واذا كان ذلك كذلك فبين ان ههنا موجودا واحدا تفيض منه قوة واحدة بها توجد جميع الموجودات ولانها كثيرة فاذا عن الواحد بما هو واحد واجب ان توجد الكثرة أو تصدر او كيف ما شئت ان تقول وهذا هو معنى قوله وذلك بخلاف ما ظن من قال ان الواحد يصدر عنه واحد
[72] فانظر هذا الغلط ما اكثره على الحكماء فعليك ان تتبين قولهم هذا هل هو برهان ام لا اعنى فى كتب القدماء لا فى كتب ابن سينا ويره الذين غيروا مذهب القوم فى العلم الالهى حتى صار ظنيا
صفحه ۱۸۲