تهافت التهافت

Ibn Rushd (Averroes) d. 595 AH
134

تهافت التهافت

تهافت التهافت

ژانرها

[40] قال ابو حامد الفرقة الرابعة طائفة من الاشعرية قالوا ان الاعراض تفنى بأنفسها وأما الجواهر فانها تفنى بان لا يخلق الله تعالى فيها حركة ولا سكونا ولا اجتماعا ولا افتراقا فيستحيل ان يبقى جسم ليس بمتحرك ولا ساكن فينعدم . وكأن فرقتى الاشعرية مالوا الى ان الإعدام ليس بفعل انما هو كف عن الفعل لما لم يعقلوا كون العدم فعلا قالت الفلاسفة واذا بطلت هذه الطرق لم يبق وجه للقول بجواز اعدام العالم هذا لو قيل بان العالم حادث فانهم مع تسليمهم حدوث النفس الانسانية يدعون استحالة انعدامها بطرق تقرب مما ذكرنا . وبالجملة فعندهم ان كل قائم بنفسه لا فى محل لا يتصور انعدامه بعد وجوده سواء كان قديما أو حادثا واذا قيل لهم فاذا اغلى النار تحت الماء انعدم الماء قالوا لم ينعدم ولكن انقلب بخارا ثم ماء فالمادة الاولى وهى الهيولى باقية فى الهواء وهى المادة التى كانت لصورة الماء وانما خلعت الهيولى صورة المائية ولبست صورة الهوائية واذا اصاب الهواء برد كثف وانقلب ماء لا ان مادة تجددت بل المادة مشتركة بين العناصر وانما يتبدل عليها صورها

[41] قلت اما من يقول بان الاعراض لا تبقى زمانين وان وجودها فى الجواهر هو شرط فى بقاء الجواهر فهو لا يفهم ما فى قوله من التناقض وذلك انه ان كانت الجواهر شرطا فى وجودها اذ كان لا يمكن ان توجد الاعراض دون جواهر تقوم بها فوضع الاعراض شرطا فى وجود الجواهر يوجب ان تكون الجواهر شرط فى وجود أنفسها ومحا ان يكون الشىء شرطا فى وجود نفسه .

صفحه ۱۳۹