[13] قال ابو حامد واما مسلكهم الرابع فهو جار لانهم يقولون اذا عدم العالم بقى امكان وجوده اذ الممكن لا ينقلب مستحيلا وهو وصف اضافى فيفتقر كل حادث بزعمهم الى مادة سابقة وكل منعدم فيفتقر الى مادة ينعدم عنها فالمواد والاصول لا تنعدم وانما تنعدم الصور والاعراض الحالة فيها
[14] قلت اما اذا وضع تعاقب الصور دورا على موضوع واحد ووضع ان الفاعل لهذا التعاقب فاعل لم يزل فليس يلزم عن وضع ذلك محال واما ان وضع هذا التعاقب على مواد لا نهاية لها أو صور لا نهاية لها فى النوع فهو محال وكذلك ان وضع ذلك من غير فاعل أزلى أو من فاعل غير ازلى لانه ان كانت هنالك مواد لا نهاية لها وجد ما لا نهاية له بالفعل وذلك مستحيل وأبعد من ذلك ان يكون هذا التعاقب عن فاعلات محدثة ولذلك لا يصح على هذه الجهة ان انسانا يكون ولا بد عن انسان ان لم يوضع ذلك متعاقبا على مادة واحدة حتى يكون فساد بعض الناس المتقدمين مادة للمتأخرين ووجود بعض المتقدمين أيضا يجرى مجرى الفاعل والآلة المتأخرين وذلك كله بالعرض لان كون هؤلاء كالآلة للفاعل الذى لم يزل يكون انسانا بوساطة انسان ومن مادة انسان .
صفحه ۱۲۵