[5] واما ان يكون شىء له ابتداء وليس له انقضاء فلا يصح الا لو انقلب الممكن أزليا لان كل ما له ابتداء فهو ممكن . وأما ان يكون شىء يمكن ان يقبل الفساد ويقبل الازلية فشىء غير معروف وهو مما يجب ان يفحص عنه وقد فحص عنه الاوائل فابو الهذيل موافق للفلاسفة فى ان كل محدث فاسد واشد التزاما لاصل القول بالحدوث .
[6] واما من فرق بين الماضى والمستقبل بان ما كان فى الماضى قد دخل كله فى الوجود وما فى المستقبل فلا يدخل كله فى الوجود وانما يدخل منه شىء فشىء فكلام مموه وذلك ان ما فى الماضى بالحقيقة فقد دخل فى الزمان وما دخل فى الزمان فالزمان يفضل عليه بطرفيه وله كل وهو متناه ضرورة واما ما لم يدخل فى الماضى كدخول الحادث فلم يدخل فى الماضى الا باشتراك الاسم بل هو مع الماضى ممتد الى غير نهاية وليس له كل وانما الكل لاجزاءه .
صفحه ۱۲۱