[202] ثم قال ابو حامد معاندا للحكماء والجواب ان رد الامكان والوجوب والامتناع الى قضايا عقلية صحيح وما ذكر بان معنى قضايا العقل علمه والعلم يستدعى معلوما فيقال لهم كما ان اللونية والحيوانية وسائر القضايا الكلية ثابتة فى العقل عندهم وهى علوم لا يقال لا معلوم لها ولكن لا وجود لمعلوماتها فى الاعيان حتى صرح الفلاسفة بان الكليات موجودة فى الاذهان لا فى الاعيان وانما الموجود فى الاعيان جزئيات شخصية وهى محسوسة غير معقولة ولكنها سبب لان ينتزع العقل منها قضية مجردة عن المادة عقلية فاذا اللونية قضية مفردة فى العقل سوى السوادية والبياضية ولا يتصور فى الوجود لون ليس بسواد ولا بياض ولا غيره من الالوان وثبت فى العقل صورة اللونية من غير تفصيل ويقال هى صورة وجودها فى الأذهان لا فى الاعيان فان لم يمتنع هذا لم يمتنع ما ذكرناه
[203] قلت هذا كلام سفسطانى لان الامكان هو كلى له جزئيات موجودة خارج الذهن كسائر الكليات وليس العلم علما للمعنى الكلى ولكنه علم للجزئيات بنحو كلى يفعله الذهن فى الجزئيات عند ما يجرد منها الطبيعة الواحدة المشتركة التى انقسمت فى المواد فالكلى ليست طبيعته طبيعة الاشياء التى هو لها كلى وهو فى هذا القول غالط فاخذ ان طبيعة الامكان هى طبيعة الكلى دون ان يكون هنالك جزئيات يستند اليها هذا الكلى أعنى الامكان الكلى .
صفحه ۱۱۰