[196] فهذه الطبيعة اتفق الفلاسفة والمعتزلة على اثباتها الا ان الفلاسفة ترى انها لا تتعرى من الصورة الموجودة بالفعل اعنى لا تتعرى من الوجود وانما تنتقل من وجود الى وجود كانتقال النطفة مثلا الى الدم وانتقال الدم الى الاعضاء التى للجنين وذلك انها لو تعرت من الوجود لكانت موجودة بذاتها ولو كانت موجودة بذاتها لما كان منها كون فهذه الطبيعة عندهم هى التى يسمونها بالهيولى وهى علة الكون والفساد وكل موجود يتعرى من هذه الطبيعة فهو عندهم غير كائن ولا فاسد
[197] قال ابو حامد والثالث ان نفوس الآدميين عندهم جواهر قائمة بانفسها ليس بجسم ومادة ولا منطبع فى مادة وهى حادثة على ما اختاره ابن سينا والمحققون منهم ولها امكان قبل حدوثها وليس لها ذات ولا مادة فامكانها وصف اضافى ولا يرجع الى قدرة القادر والى الفاعل فإلى ما ذا يرجع فينقلب عليهم هذا الاشكال
[198] قلت لا أعلم احدا من الحكماء قال ان النفس حادثة حدوثا حقيقيا ثم قال انها باقية الا ما حكاه عن ابن سينا وانما الجميع على ان حدوثها هو اضافى وهو اتصالها بالامكانات الجسمية القابلة لذلك الاتصال كالامكانات التى فى المرايا لاتصال شعاع الشمس بها وهذا الامكان عندهم ليس هو من طبيعة امكان الصور الحادثة الفاسدة بل هو امكان على نحو ما يزعمون ان البرهان ادى اليه وان الحامل لهذا الامكان طبيعة غير طبيعة الهيولى ولا يقف على مذهبهم فى هذه الاشياء إلا من نظر فى كتبهم على الشروط التى وضعوها مع فطرة فائقة ومعلم عارف .
صفحه ۱۰۷