بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
أسماء القرآن
الفرقان: الفارق بين الحق والباطل.
الذكر: لأن الله - تعالى - ذكر به عباده وعرفهم فرائضه، أو لأنه شرف لمن آمن به.
القرآن: نصدر قرأت أي بينت ﴿فإذا قرأناه﴾ [القيامة: ١٨] بيناه، أو مصدر قرأت أي جمعت، إذ هو آيات مجموعة.
الكتاب: مصدر كتبت، والكتابة مأخوذة من الجمع، كتبت السقاء جمعته بالخرز.
التوراة: من روى الزند، إذا خرجت ناره، أي هي ضياء.
الزبور: من زبر الكتاب يزبره إذا كتبه.
1 / 81
الإنجيل: من نجلت الشيء إذا أخرته، ونجل الرجل نسله كأنه أخرجهم.
قال الرسول ﷺ: " أعطاني ربي مكان التوراة السبع الطول، ومكان الإنجيل المثاني، ومكان الزبور المئين، وفضلني ربي بالمفصل ".
السبع الطول: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس، على الأصح، لأنها أطول من باقي السور.
المئون: كل سورة هي مائة، أو تزيد شيئا أو تنقص شيئا.
المثاني: السور التي ثنيت فيها القصص والأمثال والفرائض والحدود، أو هي الفاتحة، أو هي ما ثنيت المائة فيها من السور فبلغت المائتين وما قاربها، كأن المئين لها أوائل، والمثاني ثواني.
المفصل: [سمي مفصلا] لكثرة فصوله بالبسملة، وآخره سورة الناس،
1 / 82
وأوله سورة محمد ﷺ قاله الأكثر وقاف، أو الضحى وكان ابن عباس يفصل من الضحى بين كل سورتين بالتكبير.
السورة: المنزلة الرفيعة، سميت بها سور القرآن لعلو قدرها فإن همزت فهي القطعة تفضل من القرآن، وتبقى منه، وبقية كل شيء سؤره.
والآية: العلامة على تمام ما قبلها، أو هي القصة والرسالة، كعب بن زهير:
(ألا أبلغا هذا المعرض آية ... أيقظان قال القول أم قال ذا حلم)
الأحرف السبعة: قال الرسول ﷺ: " أنزل القرآن على سبعة أحرف، عليم حكيم غفور رحيم " قيل سبعة معاني، الأمر والنهي والوعد والوعيد والجدل والقصص والأمثال، أو سبع لغات مما لا يغير حكم تحريم ولا تحليل، كهلم، وتعالى، وأقبل. خيروا في ذلك في صدر الإسلام، ثم وقع
1 / 83
الإجماع على المنع منه، أو سبع لغات في صيغ الألفاظ، ووجوه إعرابها من غير أن تعدل من لفظ إلى غيره وإن وافقه في معناه كاختلاف القراءات.
الإعجاز: هو الإيجاز والبلاغة ﴿ولكم في القصاص حياة﴾ [البقرة:، أو البيان والفصاحة ﴿فاصدع بما تؤمر﴾ [الحجر: ٩٤] ﴿فلما استيئسوا منه
1 / 84
خلصوا نجيا﴾ [يوسف: ٨٠]، أو هو رصفه الذي أخرجه عن عادتهم في النظم وفي النثر والخطب والشعر والرجز والسجع والمزدوج مع أن ألفاظه مستعملة في كلامهم، وهو ن قارئه لا يمله وازدياد حلاوته مع كثرة تلاوته بخلاف غيره فإنه يمل إذا أكثر منه، أو إخباره بما مضى كقصة أهل الكهف، وذي القرنين، وموسى والخضر، وجميع قصص الأنبياء. عليهم الصلاة والسلام -، أو هو إخباره عما يكون كقوله تعالى: ﴿فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا﴾ [البقرة: ٢٤] ﴿ولن يتمنوه أبدا﴾ [البقرة: ٩٥]، أو اشتماله على العلوم التي لم يكن فيه آلتها [ولا] تعرفها العرب ولا يحيط بها أحد من الأمم، أو صرفهم عن القدرة على معارضته، أو صرفهم عن معارضته مع قدرتهم عليها وحرصهم على إبطاله، أو إعجازه بجميع ذلك لاشتماله على جميعه.
1 / 85
(سورة الفاتحة)
﴿بسم الله الرحمن الرحيم (١) الحمد لله رب العالمين (٢) الرحمن الرحيم (٣) مالك يوم الدين (٤) إياك نعبد وإياك نستعين (٥) اهدنا الصراط المستقيم (٦) صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلّين (٧)﴾
قال الرسول ﷺ:
" هي أم القرآن، وهي فاتحة الكتاب، وهي السبع المثاني " سميت الفاتحة، لأنها يفتح بها القرآن تلاوة وخطًا [و] أم القرآن:
1 / 87
لتقدمها عليه، وتبعه لها، كراية الحرب أم لتقدمها على الجيش، وما مضى من عمر الإنسان أم لتقدمه مكة أم القرى لتقدمها على سائر القرى، أو لأن الأرض دحيت عنها، وحدثت عنها كالولد يحدث عن أمه. وهي سبع آيات اتفاقًا.
[وسميت] المثاني [لأنها] تثنى في كل صلاة فرض أو تطوع.
١ - ﴿بسمِ اللَّهِ﴾ أبدأ بسم الله، أو بدأت بسم الله، الاسم صلة، أو ليس بصلة عند الجمهور، واشتق من السمة، وهي العلامة، أو من السمو. ﴿الله﴾ أخص أسماء الرب لم يتسم به غيره ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ [مريم: ٦٥] تسمى باسمه، أو شبيهًا. أبو حنيفة: " هو الاسم الأعظم " وهو علم إذ لا بد للذات من اسم علم يتبعه أسماء الصفات، أو هو مشتق من الوله لأنه يأله إليه العباد: أي يفزعون إليه في أمورهم، فالمألوه إليه إله، كما أن المأموم [به] إمام، أو اشتق من التأله وهو التعبد، تأله فلان: تعبد، واشتق من فعل العبادة فلا يتصف به في الأزل، أو من استحقاقها على الأصح فيتصف به أزلًا
١ - ﴿بسمِ اللَّهِ﴾ أبدأ بسم الله، أو بدأت بسم الله، الاسم صلة، أو ليس بصلة عند الجمهور، واشتق من السمة، وهي العلامة، أو من السمو. ﴿الله﴾ أخص أسماء الرب لم يتسم به غيره ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ [مريم: ٦٥] تسمى باسمه، أو شبيهًا. أبو حنيفة: " هو الاسم الأعظم " وهو علم إذ لا بد للذات من اسم علم يتبعه أسماء الصفات، أو هو مشتق من الوله لأنه يأله إليه العباد: أي يفزعون إليه في أمورهم، فالمألوه إليه إله، كما أن المأموم [به] إمام، أو اشتق من التأله وهو التعبد، تأله فلان: تعبد، واشتق من فعل العبادة فلا يتصف به في الأزل، أو من استحقاقها على الأصح فيتصف به أزلًا
1 / 88
﴿الرَّحْمَن الرَّحِيمِ﴾ الرحمن والرحيم الراحم، أو الرحمن أبلغ، وكانت الجاهلية تصرفه للرب ﷾ الشنفري:
(إلا ضربت تلك الفتاة هجينها ... ألا هدر الرحمن ربي يمينها)
ولما سُمي مسيلمة بالرحمن قُرن لله تعالى الرحمن الرحيم، / لأن أحدًا [٢ / ب] لم يتسم بهما، واشتقا من رحمة واحدة، أو الرحمن من رحمته لجميع الخلق، والرحيم من رحمته لأهل طاعته، أو الرحمن من رحمته لأهل الدنيا والرحيم من
1 / 89
رحمته لأهل [الآخرة]، أو الرحمن من الرحمة التي يختص بها، والرحيم من الرحمة التي يوجد في العباد مثلها.
٢ - ﴿الْحَمْدُ﴾ ﴿الثناء بجميل الصفات والأفعال والشكر والثناء بالإنعام، فالحمد أعم، الرب: المالك كرب الدار أو السيد، أو المدبر كربة البيت، الربانيون يدبرون الناس بعلمهم، أو المربى، ومنه الربيبة ابنة الزوجة، ﴿العالمين﴾﴾ جمع عالم لا واحد له من لفظه، كرهط وقوم، أُخذ من العلم، فيعبر به عمن يعقل من الجن والإنس والملائكة، أو من العلامة، فيكون لكل مخلوق، أو هو الدنيا وما فيها، أو كل ذي روح من عاقل وبهيم، وأهل كل زمان عالم.
٤ - ﴿مُلْكِ﴾ ﴿﴿مالك﴾﴾ أُخذا من الشدة، ملكت العجين عجنته بشدة، أو من القدرة. (ملكت بها كفي فأنهرت فتقها)
٢ - ﴿الْحَمْدُ﴾ ﴿الثناء بجميل الصفات والأفعال والشكر والثناء بالإنعام، فالحمد أعم، الرب: المالك كرب الدار أو السيد، أو المدبر كربة البيت، الربانيون يدبرون الناس بعلمهم، أو المربى، ومنه الربيبة ابنة الزوجة، ﴿العالمين﴾﴾ جمع عالم لا واحد له من لفظه، كرهط وقوم، أُخذ من العلم، فيعبر به عمن يعقل من الجن والإنس والملائكة، أو من العلامة، فيكون لكل مخلوق، أو هو الدنيا وما فيها، أو كل ذي روح من عاقل وبهيم، وأهل كل زمان عالم.
٤ - ﴿مُلْكِ﴾ ﴿﴿مالك﴾﴾ أُخذا من الشدة، ملكت العجين عجنته بشدة، أو من القدرة. (ملكت بها كفي فأنهرت فتقها)
1 / 90
فالمالك من اختص ملكه، والملك من عمَّ ملكه، وملك يختص بنفوذ الأمر، والمالك يختص بملك الملوك، والملك أبلغ لنفوذ أمره على المالك، ولأن كل ملك مالك ولا عكس، أو المالك أبلغ لأنه لا يكون إلا على ما يملكه، والملك يكون على من لا يملكه كملك الروم والعرب، ولأن الملك يكون على الناس وحدهم والمالك يكون مالكًا للناس وغيرهم، أو المالك أبلغ في حق الله تعالى من ملك، وملك أبلغ في الخلق من مالك، إذ المالك من المخلوقين قد يكون غير ملك بخلاف الرب ﷾. ﴿يَوْمَ﴾ أوله الفجر، وآخره غروب الشمس، أو هو ضوء يدوم إلى انقضاء الحساب. ﴿الدِّينِ﴾ الجزاء أو الحساب، ويستعمل الدين في العادة والطاعة، وخص المُلْك بذلك اليوم إذ لا مَلِك فيه سواء، أو لأنه قصد ملكه للدنيا بقوله ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ فذكر ملك الآخر ليجمع بينهما.
٥ - ﴿إِيَّاكَ﴾ الخليل: إيا: اسم مضاف إلى الكاف، الأخفش إياك: كلمة واحدة، لأن الضمير لا يضاف. ﴿نَعْبُدُ﴾ العبادة: أعلى مراتب الخضوع تقربًا، ولا يستحقها إلا الله - تعالى -، لإنعامه بأعظم النعم، كالحياة والعقل
٥ - ﴿إِيَّاكَ﴾ الخليل: إيا: اسم مضاف إلى الكاف، الأخفش إياك: كلمة واحدة، لأن الضمير لا يضاف. ﴿نَعْبُدُ﴾ العبادة: أعلى مراتب الخضوع تقربًا، ولا يستحقها إلا الله - تعالى -، لإنعامه بأعظم النعم، كالحياة والعقل
1 / 91
والسمع والبصر، أو هي لزوم الطاعة، أو التقرب بالطاعة، أو المعنى " إياك نؤمل ونرجوا " مأثور والأول أظهر ﴿نَسْتَعِينُ﴾ على عبادتك أو هدايتك أمروا بذلك كما أمروا بالحمد له، أو أخبروا. [٣ / أ]
٦ - / ﴿اهْدِنَا﴾: دلنا، أو وفقنا ﴿الصِّرَاطَ﴾ السبيل المستقيم أو الطريق الواضح، مأخوذ من مسرط الطعام وهو ممره في الحلق، طلبوا دوام الهداية، أو زيادتها، أو الهداية إلى طريق الجنة في الآخرة، أو طلبوها إخلاصًا للرغبة، ورجاء ثواب الدعاء، فالصراط: القرآن، أو الإسلام أو الطريق الهادي إلى دين الله، أو رسول الله ﷺ وأبو بكر وعمر [﵄] أو طريق الحج أو طريق الحق. ﴿الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾: الملائكة أو الأنبياء، أو المؤمنون بالكتب السالفة أو المسلمون أو النبي ومن معه.
٧ - ﴿الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾: اليهود، والضالون: النصارى. اتفاقًا خُصت اليهود بالغضب لشدة عداوتها، والغضب هو المعروف من العباد، أو إرادة الانتقام، أو ذمه لهم، أو نوع من العقاب سماه غضبًا كما سمى نعمته رحمة.
٦ - / ﴿اهْدِنَا﴾: دلنا، أو وفقنا ﴿الصِّرَاطَ﴾ السبيل المستقيم أو الطريق الواضح، مأخوذ من مسرط الطعام وهو ممره في الحلق، طلبوا دوام الهداية، أو زيادتها، أو الهداية إلى طريق الجنة في الآخرة، أو طلبوها إخلاصًا للرغبة، ورجاء ثواب الدعاء، فالصراط: القرآن، أو الإسلام أو الطريق الهادي إلى دين الله، أو رسول الله ﷺ وأبو بكر وعمر [﵄] أو طريق الحج أو طريق الحق. ﴿الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾: الملائكة أو الأنبياء، أو المؤمنون بالكتب السالفة أو المسلمون أو النبي ومن معه.
٧ - ﴿الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾: اليهود، والضالون: النصارى. اتفاقًا خُصت اليهود بالغضب لشدة عداوتها، والغضب هو المعروف من العباد، أو إرادة الانتقام، أو ذمه لهم، أو نوع من العقاب سماه غضبًا كما سمى نعمته رحمة.
1 / 92
(سورة البقرة)
مدنية اتفاقًا إلا آية ﴿واتقوا يوما ترجعون فيه﴾ ﴿[٢٨١] نزلت يوم النحر بمنى في حجة الوداع. ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾﴾ ﴿الم﴾ !
١ - ﴿الم﴾ ! اسم من أسماء القرآن، كالذكر، والفرقان، أو اسم للسورة أو اسم الله الأعظم، أو اسم من أسماء الله أقسم به، وجوابه ذلك الكتاب، أو افتتاح للسورة يفصل به ما قبلها، لأنه يتقدمها ولا يدخل في أثنائها، أو هي حروف قطعت من أسماء، أفعال، الألف من أنا، اللام من الله، الميم من أعلم، معناه " أنا الله أعلم "، أو هي حروف لكل واحد منها معاني مختلفة، الألف مفتاح الله، أو آلاؤه، واللام مفتاح لطيف، والميم مجيد أو مجده، والألف سنة، واللام ثلاثون، والميم أربعون سنة، آجالا ذكرها، أو هي حروف من حساب الجُمَّل، لما روى جابر قال: مر أبو ياسر بن
١ - ﴿الم﴾ ! اسم من أسماء القرآن، كالذكر، والفرقان، أو اسم للسورة أو اسم الله الأعظم، أو اسم من أسماء الله أقسم به، وجوابه ذلك الكتاب، أو افتتاح للسورة يفصل به ما قبلها، لأنه يتقدمها ولا يدخل في أثنائها، أو هي حروف قطعت من أسماء، أفعال، الألف من أنا، اللام من الله، الميم من أعلم، معناه " أنا الله أعلم "، أو هي حروف لكل واحد منها معاني مختلفة، الألف مفتاح الله، أو آلاؤه، واللام مفتاح لطيف، والميم مجيد أو مجده، والألف سنة، واللام ثلاثون، والميم أربعون سنة، آجالا ذكرها، أو هي حروف من حساب الجُمَّل، لما روى جابر قال: مر أبو ياسر بن
1 / 93
أخطب بالنبي ﷺ يقرأ ﴿الم﴾، فأتى أخاه حُيي بن أخطب. في نفر من اليهود، فقال: سمعت محمدًا ﷺ يتلو فيما أُنزل عليه ﴿الم﴾، قالوا: أنت سمعته قال: نعم، فمشى حُيي في أولئك النفر إلى النبي ﷺ، وقالوا: يا محمد، ألم يذكر لنا أنك تتلو فيما أُنزل عليك ﴿الم﴾، قال: بلى، فقال: أجاءك بها جبريل ﵇ من عند الله - تعالى - قال: نعم، قالوا: لقد بعث قبلك أنبياء، ما نعلمه بُين لنبي منهم مدة ملكه، وأجل أمته غيرك. فقال حُيي لمن كان معه: الألف واحدة، واللام ثلاثون، والميم أربعون، فهذه إحدى وسبعون سنة، ثم قال: يا محمد هل كان مع هذا غيره [٣ / ب] قال: نعم، قال: ماذا، قال: ﴿المص﴾ قال: هذه أثقل / وأطول، الألف واحدة، واللام ثلاثون، والميم أربعون، والصاد تسعون، فهذه إحدى وستون ومائة سنة، وهل مع هذا غيره قال: نعم فذكر ﴿المر﴾ فقال: هذه أثقل، وأطول، الألف واحدة، واللام ثلاثون، والميم أربعون والراء مائتان، فهذه إحدى وسبعون ومئتا سنة، ثم قال: لقد التبس علينا أمرك، ما ندري أقليلًا أُعطيت أم كثيرًا: ثم قاموا عنه. فقال لهم أبو ياسر؟ ما يدريكم لعله قد جمع هذا كله لمحمد ﷺ، وذلك سبعمائة وأربع وثلاثون سنة، قالوا: قد
1 / 94
التبس علينا أمره. فيزعمون أن هذه الآيات نزلت فيهم ﴿هُوَ الذي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكتاب﴾ [آل عمران: ٧] أو أعلم الله تعالى العرب لما تحدوا بالقرآن أنه مؤتلف من حروف كلامهم، ليكون عجزهم عن الإتيان بمثله أبلغ في د الحجة عليهم، أو الألف من الله واللام من جبريل والميم من محمد ﷺ، أو افتتح به الكلام كما يفتتح بألا ... ... .
1 / 95
أبجد: كلمات أبجد حروف أسماء من أسماء الله - تعالى - مأثور أو
1 / 96
هي أسماء الأيام الستة التي خلق [الله تعالى] فيها الدنيا أو هي أسماء ملوك مدين قال:
(ألا يا شعيب قد نطقت مقالة ... سَببْت بها عمرا وحي بني عمرو)
(ملوك بني حطي وهواز منهم ... وسعفص أصل في المكارم والفخر)
(هم صبحوا أهل الحجاز بغارة ... كمثل شعاع الشمس أو مطلع الفجر)
أو أول من وضع الكتاب العربي ستة أنفس " أبجد، هوز، حطي، كلمن، سعفص، قرشت "، فوضعوا الكتاب على أسمائهم، وبقي ستة أحرف لم تدخل في أسمائهم، وهي: الظاء، والذال، والشين، والغين، والثاء، والخاء، وهي الروادف التي تحسب بعد حساب الجُمَّل،
قاله عروة بن الزبير، ابن عباس: " أبجد " أبى آدم الطاعة، وجد في أكل الشجرة، " هوز " فزل آدم فهوى من السماء إلى الأرض، " حطي "، فحطت عنه خطيئته، " كلمن " فأكل من
1 / 97
الشجرة، ومَنَّ عليه بالتوبة " سعفص " فعصى آدم فأُخرج من النعيم إلى النكد " قرشت " فأقر بالذنب، وسلم من العقوبة. ﴿ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين (٢) الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون (٣) والذين يؤمنون بمآ أنزل إليك ومآ أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون (٤) أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون (٥)﴾
٢ - ﴿ذّلِكَ الْكِتَابُ﴾ ﴿: إشارة إلى ما نزل من القرآن قبل هذا بمكة أو المدينة، أو إلى قوله ﴿إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا﴾﴾ [المزمل: ٥] أو ذلك بمعنى هذا إشارة إلى حاضر، أو إشارة إلى التوراة والإنجيل، خوطب به النبي ﷺ: أي الكتاب الذي ذكرته لك في التوراة والإنجيل هو الذي أنزلته عليك، أو خوطب به اليهود والنصارى: أي الذي وعدتكم به هو هذا الكتاب الذي أنزلته على محمد، أو إلى قوله: ﴿إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ قولا ثقيلا﴾ ﴿، أو قال لمحمد ﷺ: الكتاب الذي ذكرته في التوراة والأنجيل هو هذا الذي أنزلته عليك [أو المراد] بالكتاب: اللوح [المحفوظ] ﴿لا رَيْبَ فِيهِ﴾﴾: الريب
٢ - ﴿ذّلِكَ الْكِتَابُ﴾ ﴿: إشارة إلى ما نزل من القرآن قبل هذا بمكة أو المدينة، أو إلى قوله ﴿إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا﴾﴾ [المزمل: ٥] أو ذلك بمعنى هذا إشارة إلى حاضر، أو إشارة إلى التوراة والإنجيل، خوطب به النبي ﷺ: أي الكتاب الذي ذكرته لك في التوراة والإنجيل هو الذي أنزلته عليك، أو خوطب به اليهود والنصارى: أي الذي وعدتكم به هو هذا الكتاب الذي أنزلته على محمد، أو إلى قوله: ﴿إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ قولا ثقيلا﴾ ﴿، أو قال لمحمد ﷺ: الكتاب الذي ذكرته في التوراة والأنجيل هو هذا الذي أنزلته عليك [أو المراد] بالكتاب: اللوح [المحفوظ] ﴿لا رَيْبَ فِيهِ﴾﴾: الريب
1 / 98
التهمة أو الشك. / ﴿لِلْمُتَّقِينَ﴾ ! الذين أقاموا الفرائض واجتنبوا المحرمات، أو [٤ / أ] الذين يخافون العقاب ويرجون الثواب، أو الذين اتقوا الشرك وبرئوا من النفاق.
٣ - ﴿يُؤْمِنُونَ﴾ ﴿يصدقون أو يخشون الغيب، أصل الإيمان التصديق ﴿وما أنت بمؤمن لنا﴾﴾ [يوسف: ١٧] أو الأمان، فالمؤمن يؤمن نفسه بإيمانه من العذاب، والله تعالى مؤمِّن لأوليائه من عذابه، أو الطمأنينة، فالمصدق بالخبر مطمئن إليه، ويُطلق الإيمان على اجتناب الكبائر، وعلى كل خَصلة من الفرائض، وعلى كل طاعة. ﴿بِالْغَيْبِ﴾ ﴿بالله، أو ما جاء من عند الله، أو القرآن، أو البعث والجنة والنار، أو الوحي. ﴿وَيُقِيمُونَ﴾﴾ يديمون، كل شيء راتب قائم، وفاعله يقيم، ومنه فلان يقيم أرزاق الجند، أو يعبدون الله بها، إقامتها: أداؤها بفروضها، أو إتمام ركوعها وسجودها وتلاوتها وخشوعها " ع "، سُمي ذلك إقامة لها من تقويم الشيء، قام بالأمر أحكمه، وحافظ عليه، أو سمى فعلها إقامة لها لاشتمالها على القيام. ﴿رَزَقْنَاهُمْ﴾ ﴿أصل الرزق الحظ، فكان ما جعله حظًا من عطائه رزقًا. ﴿يُنفِقُونَ﴾﴾ وأصل الإنفاق الإخراج، نفقت الدابة خرجت روحها، والمراد الزكاة " ع "، أو نفقة الأهل، أو التطوع بالنفقة فيما يقرب إلى الله تعالى. نزلت هاتان الآيتان في مؤمني العرب خاصة، واللتان بعدهما في أهل الكتاب " ع "، أو نزلت الأربع في مؤمني أهل الكتاب، أو نزلت الأربع في جميع المؤمنين، فتكون الأربع في المؤمنين، وآيتان بعدهن في الكافرين، وثلاث عشرة في المنافقين.
٤ - ﴿مَّآ أُنزِلَ إِلَيْكَ﴾ ﴿القرآن. ﴿وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ﴾﴾: التوراة، والإنجيل
٣ - ﴿يُؤْمِنُونَ﴾ ﴿يصدقون أو يخشون الغيب، أصل الإيمان التصديق ﴿وما أنت بمؤمن لنا﴾﴾ [يوسف: ١٧] أو الأمان، فالمؤمن يؤمن نفسه بإيمانه من العذاب، والله تعالى مؤمِّن لأوليائه من عذابه، أو الطمأنينة، فالمصدق بالخبر مطمئن إليه، ويُطلق الإيمان على اجتناب الكبائر، وعلى كل خَصلة من الفرائض، وعلى كل طاعة. ﴿بِالْغَيْبِ﴾ ﴿بالله، أو ما جاء من عند الله، أو القرآن، أو البعث والجنة والنار، أو الوحي. ﴿وَيُقِيمُونَ﴾﴾ يديمون، كل شيء راتب قائم، وفاعله يقيم، ومنه فلان يقيم أرزاق الجند، أو يعبدون الله بها، إقامتها: أداؤها بفروضها، أو إتمام ركوعها وسجودها وتلاوتها وخشوعها " ع "، سُمي ذلك إقامة لها من تقويم الشيء، قام بالأمر أحكمه، وحافظ عليه، أو سمى فعلها إقامة لها لاشتمالها على القيام. ﴿رَزَقْنَاهُمْ﴾ ﴿أصل الرزق الحظ، فكان ما جعله حظًا من عطائه رزقًا. ﴿يُنفِقُونَ﴾﴾ وأصل الإنفاق الإخراج، نفقت الدابة خرجت روحها، والمراد الزكاة " ع "، أو نفقة الأهل، أو التطوع بالنفقة فيما يقرب إلى الله تعالى. نزلت هاتان الآيتان في مؤمني العرب خاصة، واللتان بعدهما في أهل الكتاب " ع "، أو نزلت الأربع في مؤمني أهل الكتاب، أو نزلت الأربع في جميع المؤمنين، فتكون الأربع في المؤمنين، وآيتان بعدهن في الكافرين، وثلاث عشرة في المنافقين.
٤ - ﴿مَّآ أُنزِلَ إِلَيْكَ﴾ ﴿القرآن. ﴿وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ﴾﴾: التوراة، والإنجيل
1 / 99
وسائر الكتب. ﴿وَبِالأَخِرَةِ﴾ ﴿: النشأة الآخرة، أو الدار الآخرة لتأخرها عن الدنيا، أو لتأخرها عن الخلق، كما سميت الدنيا لدنوها منهم ﴿يُوقِنُونَ﴾﴾: يعلمون، أو يعلمون بموجب يقيني.
٥ - ﴿هُدىً﴾ ﴿بيان ورشد، ﴿الْمُفْلِحُونَ﴾﴾ الناجون من عذاب الله، والفلاح: النجاة أو الفائزون السعداء، أو الباقون في الثواب، الفلاح: البقاء، أو المقطوع لهم بالخير، الفلح: القطع، الأكَّار: فلاح لشقه الأرض، شعر: (لقد علمت يا ابن أم صحصح ... أن الحديد بالحديد يفلح) والمراد بهم جميع المؤمنين، أو مؤمنو العرب، أو المؤمنون من [٤ / ب] " العرب " وغير العرب / ممن آمن بما أنزل على محمد ﷺ، وعلى من قبله من الأنبياء.
٥ - ﴿هُدىً﴾ ﴿بيان ورشد، ﴿الْمُفْلِحُونَ﴾﴾ الناجون من عذاب الله، والفلاح: النجاة أو الفائزون السعداء، أو الباقون في الثواب، الفلاح: البقاء، أو المقطوع لهم بالخير، الفلح: القطع، الأكَّار: فلاح لشقه الأرض، شعر: (لقد علمت يا ابن أم صحصح ... أن الحديد بالحديد يفلح) والمراد بهم جميع المؤمنين، أو مؤمنو العرب، أو المؤمنون من [٤ / ب] " العرب " وغير العرب / ممن آمن بما أنزل على محمد ﷺ، وعلى من قبله من الأنبياء.
1 / 100
﴿إن الذين كفروا سوآء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون (٦) ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم (٧)﴾
٦ - ﴿الَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ !: نزلت في قادة الأحزاب، أو في مشركي أهل الكتاب، أو في معينين من اليهود حول المدينة أو مشركو العرب، والكفر: التغطية، شعر: (... في ليلة كفرَ النجومَ غمامُها) والزارع: كافر، لتغطيته البذر في الأرض، فالكافر مغطي نعم الله تعالى بجحوده.
٧ - ﴿خَتَمَ اللَّهُ﴾ ! حفظ ما في قلوبهم ليجازيهم عنه، كأنه مأخوذ من ختم ما يُراد حفظه، الختم: الطبع، ختمت الكتاب. وذلك علامة تعرفهم الملائكة بها من بين المؤمنين، أو القلب كالكف إذا أذنب العبد ذنبًا ختم منه كالإصبع، فإذا أذنب آخر ختم منه كالإصبع الثانية حتى ينختم جميعه، ثم يطبع عليه بطابع، أو هو إخبار عن كفرهم، وإعراضهم عن سماع الحق شبهة بما سد وختم عليه فلا يدخله خير، أو شهادة من الله عليها أنها لا تعي الحق، وعلى
٦ - ﴿الَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ !: نزلت في قادة الأحزاب، أو في مشركي أهل الكتاب، أو في معينين من اليهود حول المدينة أو مشركو العرب، والكفر: التغطية، شعر: (... في ليلة كفرَ النجومَ غمامُها) والزارع: كافر، لتغطيته البذر في الأرض، فالكافر مغطي نعم الله تعالى بجحوده.
٧ - ﴿خَتَمَ اللَّهُ﴾ ! حفظ ما في قلوبهم ليجازيهم عنه، كأنه مأخوذ من ختم ما يُراد حفظه، الختم: الطبع، ختمت الكتاب. وذلك علامة تعرفهم الملائكة بها من بين المؤمنين، أو القلب كالكف إذا أذنب العبد ذنبًا ختم منه كالإصبع، فإذا أذنب آخر ختم منه كالإصبع الثانية حتى ينختم جميعه، ثم يطبع عليه بطابع، أو هو إخبار عن كفرهم، وإعراضهم عن سماع الحق شبهة بما سد وختم عليه فلا يدخله خير، أو شهادة من الله عليها أنها لا تعي الحق، وعلى
1 / 101