246

تفسير القرآن

تفسير السمعاني

پژوهشگر

ياسر بن إبراهيم وغنيم بن عباس بن غنيم

ناشر

دار الوطن

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٨هـ- ١٩٩٧م

محل انتشار

الرياض - السعودية

(﴿٢٧١) لَيْسَ عَلَيْكُم هدَاهُم وَلَكِن الله يهدي من يَشَاء وَمَا تنفقوا من خير فلأنفسكم وَمَا تنفقون إِلَّا ابْتِغَاء وَجه الله وَمَا تنفقوا من خير يوف إِلَيْكُم وَأَنْتُم لَا تظْلمُونَ (٢٧٢) للْفُقَرَاء الَّذين أحْصرُوا فِي سَبِيل الله لَا يَسْتَطِيعُونَ ضربا فِي﴾
قَوْله تَعَالَى: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُم هدَاهُم﴾ لَيْسَ المُرَاد بِهِ: هِدَايَة الدعْوَة، فَإِنَّهَا عَلَيْهِ حتم، وَإِنَّمَا المُرَاد بِهِ: هِدَايَة التَّوْفِيق.
قَالَ سعيد بن جُبَير: " سَبَب نزُول الْآيَة مَا روى: أَن النَّبِي نهى عَن التَّصْدِيق على المشتركين، وَإِنَّمَا كَانَ نهى عَنهُ، كي تحملهم الْحَاجة على الدُّخُول فِي الْإِسْلَام فَنزلت الْآيَة فَأمر النَّبِي - بالتصدق على أهل الْأَدْيَان كلهَا ".
وَمَعْنَاهُ: لَيْسَ عَلَيْك هدَاهُم، بِأَن تلجئهم وتحملهم على الدُّخُول فِي الْإِسْلَام، ﴿وَلَكِن الله يهدي من يَشَاء﴾ أَي يوفق من يَشَاء، ويخذل من يَشَاء.
قَوْله: ﴿وَمَا تنفقوا من خير فلأنفسكم﴾ أَي: تعلمونه لأنفسكم.
قَوْله: ﴿وَمَا تنفقون إِلَّا ابْتِغَاء وَجه الله﴾ هَذَا خبر بِمَعْنى الْأَمر، أَي: أَنْفقُوا لوجه الله، وَمَعْنَاهُ: ابْتِغَاء مرضاة الله.
وَقيل: هُوَ على الْمُبَالغَة، فَإِن قَول الرجل: عملت لوجه فلَان. أبلغ وأشرف من قَوْله: عملت لفُلَان، فَذَكرنَا شرف اللَّفْظَيْنِ.
وَقَوله: ﴿وَمَا تنفقوا من خير يوف إِلَيْكُم﴾ أَي: يوفر عَلَيْكُم ثَوَابه.
﴿وَأَنْتُم لَا تظْلمُونَ﴾ ظَاهر.
قَوْله تَعَالَى: ﴿للْفُقَرَاء الَّذين أحْصرُوا فِي سَبِيل الله﴾ يَعْنِي: تِلْكَ الصَّدقَات الَّتِي سبق ذكرهَا للْفُقَرَاء.
قَالَ مُجَاهِد: أَرَادَ بِهِ فُقَرَاء الْمُهَاجِرين من مَكَّة.
وَأما قَوْله: ﴿أحْصرُوا فِي سَبِيل الله﴾ فِيهِ ثَلَاثَة أَقْوَال:
[أَحدهَا]: قَالَ ابْن عَبَّاس: يَعْنِي: حَبسهم الْعَدو والفقر عَن سَبِيل الله وَالْجهَاد، فصاروا مَحْصُورين عَنهُ.

1 / 276