أعنى 〈أن〉 من النبات ما يحمل ثمره فوق ورقه، ومنه ما يحمل ثمره تحت ورقه؛ ومنه ما ثمره معلق بقامته، ومنه ما ثمره معلق فى أصله مثل الشجر الذى بمصر المعروف بأرخسنو؛ أو ما فوق؛ ومنه ما ثمره فى وسطه. ومن النبات ما ورقه وعقده غير مستور، ومن النبات ما ورقه مستور ومنه ما له أغصان متساوية مثل النبات الذى له ثلاثة أغصان. وهذه الأجزاء التى أذكرها هى 〈من〉 جملة النبات، وهى نامية متزيدة أيضا، أعنى الأصل والقضبان وقوائم النبات وأغصانه؛ وهى تعدل أعضاء الحيوان التى تحوى سائر الأغصان. وأصل النبات هو الذى يكون الغذاء بوساطته، ولذلك سماه اليونانيون أصل النبات وسبب حياته، لأن الأصل هو المؤدى إلى النبات سبب الحياة. وأما قضيب النبات فهو الذى ينبت من الأرض مفردا وحده، وهو شبيه بقائمة الشجر. وأما الشعب فهى ما يتشعب من قائمة النبات. وأما الأغصان فهى التى تنبت من فوق الشعب؛ وليست الأغصان بموجودة فى جميع النبات. ومن النبات ما له أغصان ليست بالدائمة أبدا، بل إنما تكون سنة بعد سنة. ومن النبات ما لا أغصان له ولا ورق، مثل الكمأة والفطر. والأغصان إنما تنبت فى الأشجار فقط. والقشر والخشب ولب الشجر ينبت من الرطوبة. ومن الناس من يسمى لب الشجر رحما، ومنهم من يسميه معى الشجر، ومنهم من يسميه قلب الشجر. والعقد والعروق واللحم فى جميع النبات من الأربعة الأسطقسات. وقد توجد فى النبات أجزاء أخر تصلح للنتاج مثل الورق والزهر والقضبان الصغار التى فيها ورق النبات، وكذلك الثمرة والغصن والفقاح النابت من البزور وما حوله.
صفحه ۲۵۴