331

كغزلان رمل في محاريب إقبال

وماذا استفهام فيه معنى الإنكار. قال ابن عطية: وجواب لو في قوله: ماذا، فهو جواب مقدم. " انتهى ".

إذا أراد ظاهر هذا الكلام فليس موافقا لكلام النحويين لأن الاستفهام لا يقع جواب لو ولأن قولهم: أكرمتك لو قام زيد ان ثبت أنه من كلام العرب حمل على أن أكرمتك دل على الجواب لا جواب كما قالوا في قولهم: انت طالق إن فعلت، وإن أراد تفسير المعنى فيمكن ما ماله.

{ إن الله لا يظلم } الآية مناسبتها لما قبلها واضحة لأنه تعالى لما أمر بعبادته وبالإحسان للوالدين ومن ذكر معهم ثم أعقب ذلك بذم البخل والأوصاف المذكورة معه ثم وبخ من لم يؤمن ولم ينفق في طاعة الله فكان هذا كله توطئة لذكر الجزاء على الحسنات والسيئات فأخبر تعالى بصفة عدله وأنه لا يظلم أدنى شيء.

ثم أخبر بصفة الاحسان فقال: { وإن تك حسنة يضعفها } ويظلم يتعدى لواحد وهو محذوف وتقديره لا يظلم أحدا مثقال ذرة وينتصب مثقال على أنه نعت لمصدر محذوف أي ظلما وزن درة كما تقول: لا أظلم قليلا ولا كثيرا، وقيل: ضمنت معنى ما يتعدى لاثنين فانتصب مثقال على أنه مفعول ثان والأول محذوف التقدير لا ينقص أو لا يغصب أولا يبخس أحدا مثقال ذرة من الخير أو الشر. وقرىء: وإن تك حسنة بالنصب فتكون ناقصة، واسمها مستتر فيها عائد على مثقال، وأنت الفعل لعوده على مضاف إلى مؤنث أو على مراعاة المعنى لأن مثقال معناه زنة أي وإن تك زنة ذرة.

وقرىء بالرفع على أن تك تامة تكتفي بمرفوع.

[4.41-43]

{ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد } وهو نبيهم يشهد عليهم بما فعلوا كما قال: وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم، والأمة هنا من بعث إليهم النبي من مؤمن به وكافر لما أعلم تعالى بعدله وإيتاء فضله اتبع ذلك بأن نبه على الحالة التي يحضر فيها للجزاء ويشهد عليهم فيها. وكيف في موضع رفع ان كان المحذوف مبتدأ التقدير فكيف حال هؤلاء السابق ذكرهم أو كيف صنعهم وهذا المبتدأ العامل في خبره هو العامل في إذا أو في موضع نصب إن كان المحذوف فعلا، أي فكيف يصنعون، أو فكيف يكونون. والفعل أيضا هو العامل في إذا.

{ يومئذ يود الذين كفروا } التنوين في يومئذ هو تنوين العوض، حذفت الجملة السابقة وعوض منها التنوين، والتقدير يومئذ جئنا.

وقرىء: تسوى مبنيا للمفعول وتسوى بإدغام التاء في السين وتسوى بحذف التاء ومعنى التسوية انهم يستوون مع الأرض فيكونون ترابا باهي كما قال في حق الكافر

صفحه نامشخص