229

{ قل أؤنبئكم بخير من ذلكم } أي بخير مما تقدم ذكره من متاع الدنيا لأن ذلك فان وهذا باق لما أبهم في قوله بخير من ذلكم عين جهة الخيرية بقوله:

{ للذين اتقوا عند ربهم جنات } وقرىء: بخفض جنات فجاز أن يكون بدلا من قوله: { بخير } ويكون قوله: { للذين } متعلقا بقوله بخير فلا يكون استئناف كلام بخلاف رفع جنات فإنه مبتدأ وللذين خبره والكلام مستأنف جواب كلام مقدر كأنه قيل ما الخير فقيل للذين اتقوا عند ربهم جنات ونبأ هنا تعدت إلى اثنين أحدهما بنفسه والآخر بحرف الجر وبدأ بمقر المتقين وهي جنات وذكر من صفاتها أنها تجري من تحتها الأنهار ثم بالأزواج اللائي هن من أعظم الشهوات إذ ذكر في الآية قبلها حب الشهوات من النساء ووصفهن بالتطهير من دم الحيض وغيره واتبع ذلك بأعظم الأشياء وهو رضاه عنهم فانتقل من عال إلى أعلى منه.

{ بصير بالعباد } أي مطلع على أعمالهم فيجازى كلا بعمله ولما ذكر المتقين ذكر شيئا من صفاتهم فبدأ بالإيمان الذي هو رأس التقوى ورتب سؤال المغفرة عليه والوقاية من النار ولما ذكر الإيمان بالقول أخبر بالوصف الدال على حبس النفس على ما هو شاق عليها من التكاليف.

{ والمنفقين } أموالهم في الطاعات.

{ والمستغفرين } الله لذنوبهم.

{ بالأسحار } وهي أوقات الإجابة ألا ترى إلى قوله سبحانه وتعالى:

" من يدعوني فأستجيب له "

في حديث النزول قال الزمخشري: والواو المتوسطة بين الصفات للدلالة على كمالهم في كل واحدة منها " انتهى ".

ولا نعلم العطف في الصفة بالواو ويدل على الكمال.

[3.18-19]

صفحه نامشخص