191

بين أن المرسلين يتفاضلون أيضا فقال تعالى:

{ تلك الرسل } أي الذين تقدموا وتلك الرسل مبتدأ وخبر وفضلنا جملة حالية، أو الرسل صفة لتلك، وفضلنا الخبر، وأشار بتلك للبعيد الذي بينه عليه السلام وبينهم من الزمان، وعامل جمع التكسير معاملة الواحدة المؤنثة وفي فضلنا التفات.

{ منهم من كلم الله } قرىء بالرفع، ففي كلم ضمير نصب حذف عائد على الموصول أي من كلمه الله وبالنصب ففي كلم ضمير مرفوع يعود على من. وقرىء كالم. وبالنصب أي كالم هو الله وبدأ في التفضيل بالكلام إذ هو أشرف تفضيل، إذ جعله محلا لخطابه ودخل تحت من آدم وموسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام.

{ ورفع بعضهم درجات } هو محمد صلى الله عليه وسلم لأنه بعث إلى الناس كافة وأمته أعظم الأمم وختم به باب النبوة إلى ما آتاه الله تعالى.

{ وآتينا عيسى ابن مريم وأيدناه بروح القدس } تقدم تفسيره.

{ ولو شآء الله } قيل هنا محذوف تقديره فاختلف أممهم واقتتلوا أي ولو شاء الله أن لا يقتتلوا ما اقتتلوا.

ومعنى: { من بعدهم } من بعد كل نبي.

{ ولو شآء الله ما اقتتلوا } توكيد للجملة السابقة.

{ ولكن الله يفعل ما يريد } أي إرادته هي المؤثرة لا إرادة غيره.

{ أنفقوا مما رزقنكم } عامة في كل صدقة واجبة أو تطوع من جهاد وغيره ولما قسم في قوله فمنهم من آمن ومنهم من كفر أقبل على المؤمنين بندائهم وخطابهم تشريفا لهم.

صفحه نامشخص